حبات المسبحة منذ أذان العصر، وأن يفطر على أشربة رمضان وآكاله عند أذان المغرب. فإذا بلغه أن أحد مرءوسيه غفل عن آداب الصيام، في النظر أو الكلام، أخذه أخذاً شديداً (بتعليمات الوزارة)
أستاذ من أساتذة الأدب لا يحاضر إلا في الدين ولا يجادل إلا في الخلق، له في الحرية الشخصية مذهب فضفاض يسحب أطرافه السابغة على كل معروف من الدين والخلق. ثم لا يعوزه أن يجد لكل رغيبة من رغائب نفسه الشهوانة سنداً مما يسميه هو الدين والخلق. فمثله كمثل ذلك الفقيه الثقة الذي تبحر في القانون وتقصى في الإفتاء حتى لا تند عن ذهنه مسألة، ولا تعزب عن براعته حيله. فلما تولى أمور الناس وجد لكل مأزق من مآزق الضمير مخرجاً من مخارج الرأي لا يضيق عن أمر من الأمور في أي غرض من الأغراض!
هذه أمثلة من الواقع المشهود تؤيد شقاء الإنسانية بين العقل والهوى. ولو طاوعت القلم لسردت عليك ما هو أعجب؛ ولكن. . .