للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تسلم رسالة النبي عليه الصلاة والسلام وإنما الذي تسلمها هو (جرج) الذي سمى (بالمقوقس) في (الرسالة) خطأ، وهو حاكم الإسكندرية ونائب الملك في مصر (بتلر ص١٢٥)

(د) مفاوضة رابعة

يحكى لنا الواقدي (ص٣٥ - ٣٩) ما فعله العرب الذين كانوا سائرين لنصرة عمرو - مع العرب المتنصرة الذين كانوا سائرين لنصرة أرسطوليس وكيف أن أرسطوليس هذا استهدف لمكيدتين: مكيدة عمه أرجانوس الذي أدرك مقتل أخيه على يد ابنه (أي ابن أخيه)، ومكيدة العرب المسلمين الذين انبثت طائفة منهم في معسكره متظاهرة بأنها جماعة العرب المتنصرة الذين جاءوا لنصرته؛ ثم كيف هزم بسبب هاتين المكيدتين أمام الحصن وفر إلى الإسكندرية. وبعد ذلك يقول الواقدي (ص٣٩): ((قال ابن إسحق) حدثني من أثق به أنه قتل في تلك الليلة من عسكر القبط خمسة آلاف، وغنم المسلمون أثقالهم وما كان فيها من الأموال. فلما أقبل الصباح اجتمع خالد بالمسلمين وسلم بعضهم على بعض وهنوهم بالسلامة، ودخلوا مصر وملكوا ديارها وأحاطوا بقصر الشمع. فأشرف عليهم أرجانوس بن راعيل أخو المقوقس، وقال لهم: يا فتيان العرب، اعلموا أن الله قد أمدكم بالنصر، وقد فعلت في حقكم كذا وكذا، ولولا حيلتي على ابن أخي لما انهزم منكم، وقد ظفرتم الآن، ونحن نسلم إليكم على شرط أنكم لا تتعرضون لنا ولا تمدون أيديكم لنا بسوء، ومن أراد منا أن يبقى على دينه يؤدي الجزية، ومن أراد أن يتبعكم يتبعكم. فقال له معاذ بن جبل: قد نصرنا الله على الكفار بصدق نياتنا وصالح أعمالنا واتباعنا للحق، وإنا ما قلنا قولاً إلا وفيناه، ولا استعملنا الغدر ولا المكر، وأنتم لكم الأمان على أنفسكم وأموالكم وحريمكم وأولادكم، ومن بقى منكم على دينه فلن نكرهه ومن اتبع ديننا فله ما لنا وعليه ما علينا. فلما سمع أرجانوس ذلك نزل إليهم بالمفاتيح، فأمنوه وأمنوا من كان معه في القصر، وجمعوا كابر مصر ومشايخها. . .)

فهل نعد ذلك مفاوضة؟ لا شك في ذلك. ولكن القصة كلها من أولها إلى آخرها موضوعة ليست فيها أثارة من صواب فقد قلنا من قبل إن المقوقس لم يمت في ذلك الوقت، وإن اسم أرسطوليس لم يرد غير كتاب الواقدي؛ ونقول الآن إن اسم أرجانوس لم نجده كذلك عند

<<  <  ج:
ص:  >  >>