النقاب عن وجه كالقمر في ليلة تمامه، ثم صفقت بيديها منادية: يا ست الدار! فنزلت إليها طفلة كأنها فلقة قمر. فقالت لها: إن رجعت تبولين في الفراش تركت سيدنا القاضي يأكلك! ثم التفتت وقالت: لا أعدمني الله إحسانه، بفضل سيدنا القاضي أدام الله عزه! قال: فخرجت وأنا خزيان خجلاً لا أهتدي إلى الطريق)
ثقافته الأدبية والعلمية
كان الرشيد كاتباً شاعراً، فقيهاً نحوياً لغوياً، منشئاً عروضياً مؤرخاً، منطقياً مهندساً، عارفاً بالطب والموسيقى والنجوم متفننا
وقد ذكر صاحب الجريدة أن رسالة (أودعها من كل علم مشكلة، ومن كل فن أفضله) قال الأدفوي: (وقد وقفت أنا على رسالته، وهي تدل على جودة معرفته بالفقه والنحو واللغة والتصريف والأنساب والكلام والمنطق والهيئة والموسيقى والطب وأحكام النجوم وغير ذلك. . .)
وقال محمد بن عيسى اليمني: كان الرشيد أستاذي في الهندسة. ويعتبر كتابه (جنان الجنان ورياض الأذهان) أهم مصنفاته وأشهرها. وهو يشتمل على مختارات جيدة لشعراء مصر ومن طرأ عليهم. وله غير هذا الكتاب مؤلفات أخرى أورد ياقوت في معجمه منها:
كتاب (منية الألمعي وبغية المدعي). كتاب (الهدايا والطرف). كتاب (شفاء الغُلة في سمث القِبلة).
مجموعة رسائل وديوان شعر. . . ومن شعر الرشيد قوله معاتباً بعض أصحابه:
لئن خاب ظني في رجائك بعدما ... ظننتُ باني قد ظفرتُ بمنصف
فإنك قد قلدتني كل منَّةٍ ... ملكتَ بها شكري لدى كل موقف
لأنك قد حذَّرتني كلَّ صاحب ... وعلمتني أن ليس في الأرض من يفي!
ومن قوله في الافتخار بنفسه:
جلَّت لديَّ الرزايا بل جلَتْ هِمَمى ... وهل يضر جلاء الصارم الذكر؟
غيري بغِّيره عن حُسن شيمتِهِ ... صرفُ الزمان وما يأتي من الغَير
لو كانت النار للياقوت محرقةً ... لكان يشتبه الياقوت بالحجر
لا تُغريَنَّ بأطماري وقيمتها ... فإنما هي أصداف على دُرر