الكفر فنعذره بعض عذر في حسبانه الباطنية الإسماعيلية من فرق الإسلام لو وجد سبيلاً إلى ذلك، وليس بواجد
على أن من الظاهر كل الظهور أن جعل نسخ الوحي المنزل من حكيم حميد بين شفتي شخص بعد انقطاع زمن الوحي لا يعقل أن يصدر ممن يدين بدين الإسلام، فثبوت بطلان مثل هذا الرأي لا يحوج إلى أكثر من تصور طرفي الحكم من داع لما يقال له
وكون الدولة الفاطمية من الإسماعيلية الباطنية لا يزيدهم إلا سوء مخبر. وبناء القائد جوهر الأرمني الصقلي للجامع الأزهر لا يبرئهم من نحلتهم الإلحادية المكشوفة. ثم إن الجامع الأزهر إنما نعتز به كجامعة إسلامية منذ تولى أمره ملوك الإسلام وحماة السنة الغراء من عهد الظاهر بيبرس، وكان قبل ذلك محشداً للإسماعيلية ذكورهم وإناثهم يجتمعون فيه للعن الصحابة علناً جهاراً لنشر دعوتهم الإلحادية ليلاً ونهاراً؛ ولم يكن الأزهر في زمنهم جامعة، بل كان يحلق فيه فقهاء مذهبهم بين الظهر والعصر من يوم الجمعة في عهد الوزير بن كلس لإلقاء عظات في مذهب الرفض والباطنية. ويقول الإمام الباقلاني عنهم في كشف الأسرار:(هم قوم يظهرون الرفض، ويبطنون الكفر المحض) وفي المنتظم لابن الجوزي، والبداية والنهاية لابن كثير، وتاريخ ابن الوردي صورة ما أصدره القضاة والأشراف وعلماء المذاهب ببغداد في تبيين أن هؤلاء أدعياء ليس لهم نسب صحيح، وأن والد عبيد الله الذي تنتمي إليه العبيدية كان يهودياً صباغاً بسلمية حمص، وأنهم زنادقة أعداد للإسلام. وفي (اللمعات البرقية لابن طولون) ذكر نماذج من إلحادهم وزائف نسبهم. ونجد في كشف أسرار الباطنية للحمادي عند الكلام في تدرج الداخل في عودتهم ما نصه (قالوا له قرب قرباناً يكون لك سلماً ونجوى ونسأل لك مولانا (الإمام المعصوم) أن يحط عنك الصلاة ويضع عنك هذا الإصر، فيدفع أثنى عشر ديناراً، فيقول ذلك الداعي: يا مولانا إن عبدك فلاناً قد عرف الصلاة ومعانيها، فاطرح عنه الصلاة، وضع عنه هذا الإصر وهذا نجواه اثنا عشر ديناراً، فيقول: أشهدوا أني قد وضعت عنه الصلاة ويقرأ له (ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم) فعند ذلك يقبل إليه أهل هذه الدعوة يهنئونه ويقولون: الحمد لله الذي وضع عنك وزرك الذي انقض ظهرك. . .) وهكذا. وقد أفاض المقريزي في خططه في بيان المجالس التي يعقدها الداعي للذكور والإناث، ومنازل الدعوة، وعدد