عما فيها من الوهن والفهاهة؟ فهل أوتوا التنزيل من السماء حتى لا يجسر أحد على تخطئتهم، أو التعقيب عليهم، أو الاستدراك عليهم؟ وهل أوصد باب الاجتهاد في لغة الضاد، كما أوصد بعضهم باب الاجتهاد في الدين؟ - إن الله مع الصابرين!
شروط جمع أفعل فعلاء على فعل
لهذا الجمع القائم بنفسه ستة شروط وهي:
(الأول) على أن يدل على (لون) ويكون (نعتاً) صرفاً لا منقولاً إلى الاسمية أو الموصوفية، ولهذا تجمع أسود على أساود للحية الكبيرة فيها سواد، وأجدل على أجادل للصقر، وأدهم على أداهم للقيد، إلى نظائرها. ومن النعوت الدالة على لون أو شِيَةٍ وهي على فُعْل ما جاء في سورة المرسلات:(كأنه جمالة صُفْر). وفي سورة طه:(ويوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقاً). وفي سورة فاطر:(ومن الجبال جدد بيضٌ وحمرٌ مختلف ألوانها وغرابيب سود). وفي سورة الكهف:(ويلبسون ثياباً خضراً من سندس). وفي سورة الإنسان:(عاليهم ثياب سُنْدس خُضْرٌ). إلى غيرها وهي كثيرة. ومما سمع عن فصحاء العرب قولهم: حُدُلٌ ككتب جمعاً لأحدَل وحدْلاء. قالوا: هذا شاذ لأن أفعل وفعلاء من الألوان والعيوب والشيات يجمعان على فُعْل بالضم والسكون. إنما ثقل بعضهم طائفة من الألفاظ من هذا القبيل على لغة لبعض قبائلهم، فإنهم يثقلون ما هو مخفف من باب الشاذ، ولا تقس عليه إذ لا يحق لك أن تفعله
(الثاني) أن يدل على (عيب) إلَّمْ يدل على (لون) كما في سورة البقرة (صم بكم عمي فهم لا يرجعون)
(الثالث) أن يدل على (حلية أو زينة) إلَّمْ يدل على عيب أو لون. كقولك: رجل أهيف، وامرأة هيفاء، ونساء هيف ورجال هيف، ورجل أحور، وامرأة حوراء، وقوم حُوْر، ونساء حور. ومنه في سورة الرحمن:(حور مقصورات في الخيام). وفي سورة الطور:(وزوجناهم بحور عين)
(الرابع) أن يكون للنعت المذكر نعت مؤنث يقابله ومن لفظه، وبالعكس، فإن لم يكن كذلك، لم يُجز تكسيره على فُعْل، بل على وزن آخر سمع منهم. تقول في جمع حسناء: حسان لأنه ليس لها مذكر من لفظها على وزن أفعل. ومنه في سورة الرحمن: (فيهن خيرات