للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قد يكون في القبيلة الواحدة لغتان ما عدا اللغة الفصحى، وإذا طالعت في تاج العروس ما جاء على الأنفحة في مادة (ن ف ح) تصدق ما نقوله لك.

هذا ما عدا ما ورد في القرآن الكريم من الكلم اليونانية والرومية والفارسية والأرمية (السريانية)، والحبشية والبربرية، والعبرية والقبطية. وقد طالعنا (القرآن) مراراً لا تحصى ولم نجد فيه كلمة واحدة تؤيد مدعاهم. وطالعنا (النهاية) لابن الأثير، وهي في أربعة مجلدات، وتحوي أصدق الأحاديث النبوية الصحيحة ولم نجد شاهداً واحداً على ما يفتئتون. وكذلك لم نجد حرفاً واحداً في شعر الأقدمين، ولا في كلام فصحائهم المفوهين، ولا في (القاموس) وهو في أربعة مجلدات، ولا في (لسان العرب) وهو في عشرين مجلداً، ولا في (تاج العروس) وهو في عشرة مجلدات ضخام كبار، ولا في (الفائق) للزمخشري وهو في مجلدين كبيرين إلى غيرها (كصحاح) الجوهري و (الكليات) لأبي البقاء و (ديوان الأدب) للفارابي، وقد خططنا بالحمرة تحت كل كلمة، علامة على أنا طالعنا تلك المصنفات حرفاً حرفاً وبكل تدبر وترو، وذلك للمرة الثالثة أو الرابعة على كل تقدير، ومن يشك يراجعنا في الأمر.

فإذا كان النحاة والصرفيون لم ينتبهوا إلى هذه الحقيقة الناصعة البيان، أفهذا ذنبنا يا سيدتي الكرام؟

ثم إن أكبر نحاتهم غلط أغلاطاً كثيرة، كبيرة، قعيرة تكاد تكون جريرة، أريد بهذا الإمام سيبويه. فقد ألف (الكتاب) فنقده أبو بكر الزبيدي في (كتاب الأبنية والزيادات على ما أورده فيه مهذباً) وعنى بطبعه المستشرق الإيطالي إغناطيوس جويدي، وطبعه في روما سنة ١٨٩٠م

وقد وجدنا نحن أغلاطاً كثيرة للخليل بن أحمد الفراهيدي أستاذ سيبويه، وليس الآن محل ذكرها هنا. ومثل ذلك قل على عدد جم من القدامى. أمل لغة القرآن والأحاديث الصحيحة والمسموع من كلام بلغاء العرب كالوارد في البيان والتبيين، وكتاب الحيوان، وكلاهما للجاحظ، وكالوارد في الكامل للمبرد، وكالمذكور في الأغاني، وما كان من هذا القبيل فهو كالإبريز النقي الذي لا عيب فيه

فكيف نصدق بعد هذا أقوال هؤلاء الأئمة ومن أتبعهم من غير أن تحقق أقوالهم ويبحث

<<  <  ج:
ص:  >  >>