للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لقد مات المويلحي وظلوا أحياء، فمن الحي ومن الميت؟

تبارك من جعل الأدب الصحيح مهر الخلود!

أغراض المؤلف

للمويلحي من كتابه أغراض أدبية واجتماعية وتاريخية، فهو يريد اولاً أن يقدم للأدب صوراً من البيان الوهاج، وقد فاز من هذه الناحية فوزاً مبيناً، بغض النظر عما يقع من تكلف السجع في بعض الأحايين. ولا جدال في احتواء هذا الكتاب على صفحات يتمناها كبار الكاتبين

وهو يريد ثانياً أن يصور المجتمع، فهل أفلح في تصوير المجتمع؟

لقد وصل إلى أبعد الغايات في تصوير الطبقات العالية من وزراء وعلماء وتجار وقضاة ومحامين وأعيان وأوشاب، وللأوشاب في مصر مكان، ولكنه غفل عن تصوير الطبقة التي تمد الحياة المصرية بالغذاء السليم من الآفات، وهي طبقة الزراع والصناع.

وعذره في هذه الغفلة واضح، لأنه عاش عيشة لا تمكنه من التعرف إلى هؤلاء الناس

أما ملاحظاته التاريخية فهي من التفاهة بمكان!

عقلية المويلحي

عقلية هذا الرجل سليمة إلى أبعد الحدود، ولكنها تجود بالضحكات في بعض الأحيان، كأن يتحدث عن سور بابل فيقول: هو عدة أسوار متداخلة بعضها في بعض يتسع محيطها للإحاطة بسبع مدائن مثل مدينة باريس، وكان ارتفاعه ثمانية وأربعين متراً، وعرضه سبعة وعشرون متراً، ومن حوله خندق عميق، وعليه أبراج متعددة، وله مائة باب من حديد

يقول المويلحي هذا الكلام المضحك مع أنه نص على أن حدائق بابل المعلقة كانت في اتساع أربعين فداناً، ومع أن من المستحيل أن تسمح ثروة العراق بإقامة سور له ذلك الطول وذلك العرض، وفي محيط يسع سبع مدائن مثل مدينة باريس، باريس التي يسكنها نحو خمسة ملايين، مع اتساع الشوارع والميادين، ومع ابتلاع نهر السين

طبعات الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>