من يحتمل سعير الحياة فتقوى روحه، ومنهم من يعشو بنور هذا السعير فتغلبه الغريزة:
شفت غُلَّة الفن حتى ارتوى ... وإن دِنس الفن من طهرها
خطيئْتها قصة الملهمين ... وإغراؤها الفرح المفتقَد
بأرواحهم يرتقون الخلود ... على سُلَّم من متاع الجسد
وما الفن إلا سعير الحياة ... وثورتها في محيط الأبد
لهيب إذا الروح مرَّت به ... تضاعفتْ الروح في ناره
يُطيق القوى لظى جمره ... ويعشو الضعيف بأنواره
وما الآدمية بنت السماء ... ولكنها بنت ماء وطينّ
يريد لها الفن أُفق النجوم ... فيقعدها جسم عبد سجين
كلام في الفن والفنانين، تتحدث به في السماء أرواح أسماؤها إغريقية مستعارة من الأساطير؛ ولكن هذه الأرواح رموز إلى الآدميين؛ والفنانون بشر على كل حال؛ فحديث الغريزة العاملة فيهم يعني معهم سائر البشر. ولذا جاء الكلام في الفن وسيلة فنية شعرية إلى إبداع ملحمة في شأن الإنسانية منذ نشأتها، ومن أقدم عصور اليونان، ومن أيام السامري وبني إسرائيل وموسى في أرض مدين؛ وتعني البيض وغيرهم، حتى زنوج هاواي؛ وتقص طبيعة البشر وأثر الغريزة في الرجال والنساء طرَّا:
نعم، أنت هن. . . نعم، ما أرى؟ ... أرى الكل في امرأة واحدة
لقد فنيت فيك أرواحهن ... وها أنت أيتها الخالدة
أأبغض (حواء) وهي التي ... عرفتُ الحنان لها والرضى؟
ورثت هواها فرمت الحياة ... وحبَّب لي العالم المبغضا
هو الرجل القلب، لا غيره ... فأودعنه القبس المضرما
إذا ما اقتحمتّن هذا السياج ... فقد خضع الكون واستسلما
(على الأرض)
هنالك حيث تشبَّ الحياة ... وحيث الوجود جنين العدم
وحيث الطريدان شجَّا الكؤوسَ ... ومجَّا صُبابتها من قِدم
(في الزنوج)