تفهم ما تقول يا سيدي اللغوي القدير! أما نحن فنخالفك؛ فقد يقال: جاءوا الجماء الغفير من غير أن يكونوا علماء؛ إذ قد يكونون عوام وسوقة، فأين وجدت ما تقول؟ إننا نرى في تاج العروس في باب (جمم) ما هذا نقله: (وجاءوا جماً غفيراً، والجماء الغفير) أي (بأجمعهم) قال سيبوبه: (الجماء الغفير من الأسماء التي وضعت موضع الحال، ودخلتها اللام والألف، كما دخلت في العراك من قولهم: أرسلها العراك) اهـ. المقصود من إيراده وهنا كلام القاموس وكلام التاج أيضاً؛ فالذي بين هلالين هو للقاموس وما بقي هو للتاج على ما هو مقرر في هذا الديوان اللغوي
فيا سيدي وأستاذي العزيز، على من تريد أن تعبر عباراتك وآراؤك؟ وقراء هذه المجلة كلهم يفهمون ما تكتب وما تحاول أن تعبره عليهم من الأحلام والمنامات، وما شابه هذه الترهات والخزعبلات وأضغاث الأحلام
وقال حضرة سيدي وأستاذي الجليل:(وفي شرح الزوزني القاضي قول الحارث اليشكري: (وله فارسية خضراء) يقول: (وله دروع فارسية خضراء) فهذا كلام لا غبار عليه، لأن خضراء هنا مجاورة لفارسية، وفارسية كلمة مفردة مؤنثة وإن كان معناها يدل على جمع لأنها عائدة إلى (دروع). فراجع الشرط الخامس لتفهم سبب هذا القول، وإن كان يجوز لك أن تقول أيضاً:(وله دروع فارسية خضر) وهذه أفصح من تلك.
ثم من هو الزوزني، أبو الزوزني، وجد الزوزني بجانب نص القرآن، والأحاديث النبوية الصحيحة، وفصيح كلام البلغاء من العرب؟. أنسيت، يا سيدي وأستاذي، أن الزوزني قال هكذا في شرح بيت اليشكري:(يقول: ثم قابلنا بعد ذلك حجر بن أم قطام، وكانت له (كتيبة) فارسية خضراء لما ركب دروعها وبيضها من الصدأ. وقيل: بل أراد: وله دروع فارسية خضراء لصدئها) اهـ
فلو قال: أراد: وله (دروع خضراء) لما جاز لكنه قال: (وله دروع فارسية خضراء) فجاورت خضراء فارسية فجاز له هذا التعبير. ولا تنس انه قال في أول شرحه:(وكانت له (كتيبة) فارسية خضراء - فافهم يا سيدي، وتأمل وتدبر وترو إلى أن تروي من ماء الحقيقة ونميرها. والله المعين