على أعمال جيولوجية كانت قائمة في مناطق من البلاد كانت في ذلك الحين أبعد أقسامها عن المدينة
وعلى هذا فقد كانت حياته كلها مغامرة وخطراَ متصلاَ، ذهب أغلبها في السفر والسياحة في أقطار الأرض المتباعدة، ومع كل ذلك فقد وجد من وقته متسعاَ ينشر فيه عدة كتب تكلمنا عن بعضها، ويضم الباقي ترجمة كاملة لكتاب (آلف ليلة وليلة) وهي ترجمة فريدة بين الترجمات الأوربية بالنظر لتمسكها المخلص بالنص الأصلي: ذلك التمسك الذي أثار فضيحة ضئيلة بين معاصريه الشديدي التزمت
ومن بين الرحالين الإنجليز المشهورين في الشرق الأوسط (ولفريد سكادن بلنت)(١٨٤٠ - ١٩٢٢) وقد بدأ حياته بداية دبلوماسية، ومع ذلك فقد أخذ اهتمامه يطرد وينمو بقضايا الشعوب المظلومة في العالم، وكرس أخر أيامه للمطالبة بحقوقها. وكان اهتمامه منصرفاَ بصورة خاصة إلى الهند وأيرلندة ومصر. وكان من كبار السائحين وزار أقطاراَ عديدة. فقام - بصحبة زوجته - بزيارة البلاد العربية في الشرق الأدنى وفي شمالي أفريقيا. وفي سنة ١٨٧٨ زار نجداَ حيث استقبله وزوجته أمير حائل استقبالاَ حسناَ، وقدم لهما بعض الخيول المنتقاة، وقام بإبلاغهما مخفورين إلى بغداد. وقد اتصل في خلال زياراته لمصر والهند بالزعماء الوطنيين ويعرفه كل من جمال الدين الأفغاني وعرابي باشا معرفة تامة. وقد نشر عدة كتب في تأييد القضية المصرية. وفي سنة ١٨٨١ استقر في دار له قرب القاهرة حيث عاش عيشة المصريين: يرتدي الملابس المصرية ويتكلم اللغة العربية وكانت زوجته (الليدي آن بلنت) عالمة باللغة العربية بالإضافة إلى خبرتها بالفروسية والأسفار، تشتمل كتبها المطبوعة على كتاب عن العراق وآخر عن نجد، وترجمة للمعلقات نظمها زوجها بالإنكليزية شعراَ.
وهناك رحالة ثالث هو (جايس دوتي)(١٨٤٣ - ١٩٢٦) الذي يذكر بكتابه الخالد عن جزيرة العرب. فقد قام - بعد تحضير لمدة سنة كاملة في دمشق بدراسة متسعة للغة العربية - برحلة استكشافية في قلب بلاد العرب. وعلى عكس ما قام به من سبقه من الرحالين، فإنه كره أن يخفى قوميته ودينه، فساح في كل مكان كإنجليزي مسيحي ولم يقلل هذا الإصرار من جانبه من أخطار رحلاته. وزاد كتابه الذي نشر في إنجلترا بعد عودته في