سنة ١٨٧٨في إنماء معلوماتنا عن بلاد العرب. ويحتوي سجل أسفاره على ثروة من المعلومات عن جغرافية تلك البلاد وطبيعة أرضها، كان أغلبها غير معروف قبل ذلك. وقد أعيد طبع كتابه قبل حوالي العشرين عاماَ وكتب له (لورنس) مقدمة
ولنعد الآن إلى علماء العربية في الجامعات. فقد أظهرت السنين الأولى من القرن العشرين أن مستوى الدراسات العربية لم يكن بأية حال أقل منه في أعظم أيام القرن التاسع عشر، فقد أنشئت الدوائر العربية في الجامعات الاسكتلندية والجامعات الفرعية. وأنشأت جامعة لندن في الحرب الماضية كلية جديدة مقتصرة على العلوم الشرقية هي (معهد الدراسات الشرقية).
أما العلماء الذين سنتطرق إليهم الآن، فهم من الجدة بحيث يذكرهم الطلاب والزملاء بعطف في إنجلترا والشرق. فقد كان السرتوماس أرنولد الذي توفي في سنة ١٩٣٠، أول من شغل كرسي الدراسات العربية والإسلامية في معهد الدراسات الشرقية في لندن. وقد تثقف في اكسفورد، وأنفق عدة سنين في الهند أستاذا للفلسفة في الكلية الإسلامية في عليكرة. واشهر مؤلفاته هو (تعاليم الإسلام): وهو وصف لامتداد العقيدة الإسلامية أكسبه في التو منزلة ملحوظة، وترجم إلى اللغتين: التركية والأوربية. وفي كتابه الآخر (الخلافة) تعقب تاريخ هذا النظام، وناقشه من وجهتي النظر الفلسفية والفقهية. ونشر بالإضافة إلى ذلك عدة دراسات قيمة عن الرسم والتصوير الإسلاميين: ذلك الموضوع الذي كرس له عدة سنين من حياته. وذهب في سنة١٩٣٠ إلى القاهرة فتوفي هناك على الأثر
وهناك مستشرق آخر ذو مكانه هو (لي سترانج) الذي توفي في سنة ١٩٣٤، ويمكن أن يكون القول الآتي له مفتاحاَ لآثاره:(إذا كان المطلوب جعل تاريخ الإسلام شيقاَ، وإذا كان المقصود في الحقيقة فهمه على الوجه الصحيح، فمن الواجب إعداد الجغرافيا التاريخية للعصور الوسطى إعداداَ دقيقا). وقد كرس (لي سترانج) افضل سني عمره لدراسة الأدب العربي والفارسي الخاص بالجغرافيا. وتعتبر كتبه التالية:(بغداد في عهد الخلافة العباسية) و (فلسطين تحت حكم المسلمين) و (أراضي الخلافة الشرقية) خيرة الكتب في هذه الموضوعات. ونشر أيضا عدداَ من النصوص الجغرافية، وكثيراَ من الدراسات القصيرة. ومنذ سنة ١٩١٢ قد عمى تقريباَ. غير أن نقصا خطيرا كهذه في كيانه لم يعقه عن