المثقفون عبارات فاحشة لا تلائم غير أحط المواخير. ويذكر ارق النساء في حضرة الرجال أشياء وأحاديث. وقد تعف العاهرات بلادنا عن ذكرها دون أن يدركن مخالفة ذلك للآداب توصف نساء مصر بأنهن، في أهوائهن، أفسد النساء اللاتي ينتمين إلى أمة متحضرة. ويخلع مواطنيهن من الرجال هذه الصفة عليهن بسخاء حتى في أحاديثهم مع الأجانب. ولا شك أن في المصريات كثيرات يشذذن عن ذلك. ويسرني أن أسوق هنا تعليقاَ لصديقي الشيخ محمد عياد الطنطاوي على عبارة في ألف ليلة وليلة، قال: (يعد الكثيرون الزواج مرة ثانية من الأعمال الشائنة ويسود هذا لرأى مدن الريف وقراه. ويمتاز أخوالي بهذا، حتى أن المرأة عندهم إذا توفي زوجها أو طلقها في شبابها تترمل ما بقيت فلا تتزوج مرة أخرى أبداَ. ولكني أخشى انه ينبغي التسليم، نظراَ إلى غالبية المصريات بأنهن جد فاجرات. وقد اشتط أكثرهن كما يقال في استعمال الحرية. ولا يعتبر أغلبهن مصونات إلا إذا أغلقت عليهن الدار. وقل منهن من يخضعن لهذا القصر. ومن المعتقد أن المصريات يملكن شيئاَ من الدهاء في تدبير الحيل التي يعجز الزوج عن تجنبها مهما كانت فطنته وحرسه، وانه قلما تخيب لذلك حيلهم مهما عظم الخطر الظاهر لما يباشرنه. وقد يكون الزوج نفسه أحياناَ وسيلة لإشباع ميول زوجه الإجرامية بدون علمه. وتعرض لنا بعض قصص ألف ليلة وليلة في مكائد النساء صوراَ صادقة عن حوادث لا يندر وقوعها في عاصمة مصر الحديثة. ويرى كثيرون في القاهرة أن جميع النساء تقريباَ على استعداد أن يدبرون الدسائس متى استطعن ذلك بدون خطر، وأن الكثيرات يباشرن ذلك فعلا. ويؤلمني أن يكون الرأي السابق صحيحاَ، وأكاد أكون مقتنعاَ أن الحكم الأخير شديد القسوة، إذ يبدو من التقاليد السائدة المتعلقة بالمرأة أنه لا بد مكذوب. ويصعب على من لا يعرف العادات والطباع الشرقية معرفة كافية أن يدرك مشتقة الاختلاط بالمرأة في هذا البلد. فلا يصعب على المرأة من الطبقة الوسطى أو العليا إدخال عشيقها في مسكنها فحسب، بل يستحيل عليها تقريباَ أن تلقى رجلا ذا حريم على انفراد في منزله الخاص، أو تدخل منزل رجل أعزب دون أن تثير ملاحظات الجيران وتدخلهم المباشر. وإذا لم يكن بد من التسليم بأقدم الكثيرات من المصريات على المكائد مع وجود مثل هذه المخاطر، فقد يكون صحيحاَ أن الصعوبات التي تعترضهن هي العائق الرئيسي لكثير من المكائد. أما عند نساء الطبقة