كذلك الذوق - وهو أداة الجمال كما أن العقل أداة الحق - لا يمكن أن يكون بغير القواعد طريقاً مأمونة إلى عمل من أعمال الأدب؛ فأنه موهبة طبيعية تختلف في الناس وفي الأجناس، وتحتاج إلى المران بالدرس والعادة، وليس له ما للعقل من سلطان واطمئنان وثبوت. وإنك لتجد في الناس العقل المطلق المستقل الذي لا يختلف ولا يتغير، لأن هناك حقيقة مستقلة تتميز بالوضوح والخلوص، ولكنك لا تجد مهما استقصيت واستقريت ذلك الذوق المطلق المستقل الذي لا يختلف باختلاف الألوان والأزمان والأمكنة. وفي الأقوال المأثورة: لا جدال في الذوق. لذلك لا نستطيع أن نطلقه في الأدب حتى لا تكون الفوضى، ولا نقيده بالقواعد حتى لا يكون الجمود.