للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ومع هذا لم ينس شوقي حتى العلويين فتحدث عنهم في مواطن كثيرة، أشهرها الموطن الذي اختلقه اختلاقاً في مسرحية (مجنون ليلى)، إن صدقنا افتراض الدكتور طه حسين

وخلاصة القول أن عواطف شوقي منوعة الأصول والفروع فقد سما بنفسه عن الشعوبية، ورأى أن يكون شعره ميراث الشرق على ما فيه من اختلاف النوازع والميول:

كان شعري الغناء في فرح الشر ... ق وكان العزاَء في أحزانه

قد قضى الله أن يؤلفنا الجر ... ح وأن نلتقي على أشجانه

كلما أنَّ بالعراق جريحٌ ... لمس الشرق جنبه في عماته

وعلينا كما عليكم حديدٌ ... تتنزَّى الليوثُ في قضبانه

نحن في الفكر بالديار سواءٌ ... كلنا مشفقٌ على أوطانه

مصرية شوقي

وبرغم هذا التنوع في العواطف كان شوقي شاعر القومية المصرية، ولعله أول شاعر جعل من همه وصف مصر في أحلامها وأهوائها وأمانيها بما هي له أهل، وأول شاعر ذاق ما في مصر من قرارة النعيم والبؤس، وإن كان شفى ما في نفسه حين قال في غمز الحكومة التي سمحت بنفيه في أوائل الحرب الماضية: (وطن توالت عليه حكومات وحكومات، تقول فتجد وتعمل فتهزل، ولا تحسن من ضروب الإصلاح إلا أن تولي وتعزل)

حكاية المستر روزفلت

هو الرئيس الأسبق للولايات المتحدة، لا رئيسها الحاضر، وكان زار مصر في سنة ١٩١١، أو قريباً من ذلك، فما يتسع وقتي لتحديد التاريخ

والظاهر أن روزفلت السابق فاه عند زيارة السودان بكلام لا يرتضيه المصريون، فرد عليه الشيخ علي يوسف في جريدة المؤيد بمقال كان آية في البيان، ثم اندفع شوقي فحاوره بأسلوب غير ذلك الأسلوب، اندفع فحدثه عن عظمة مصر الممثلة في (قصر أنس الوجود)

أيها المنتحي بأُسوان داراً ... كالثريا تريد أن تنقضَّا

اخلع النعل واخفض الطرف واخشعْ ... لا تُحاولْ من آية الدهر غضَّا

وهي قصيدة نفيسة المعاني، وقد يُسأل عنها الطلبة في الامتحان لأنها من عيون الشرقيات

<<  <  ج:
ص:  >  >>