هو المستر روزفلت، الرئيس الأسبق للولايات المتحدة، فقد مُنح الدكتوراه الفخرية، وكان ذلك أول لقب منحته الجامعة المصرية، فاعترض (الغزالي أباظة) على صفحات إحدى الجرائد، وكانت حجته أنه أولى بذلك اللقب، لأنه يستطيع أن يغضب المصريين بأكثر مما يستطيع أن يغضبهم أي مخلوق!
والغزالي أباظة هو الأستاذ دسوقي بك أباظة، الوزير السابق لوزارة الشؤون الاجتماعية، فهل يذكر ذلك التاريخ؟!
قصيدة النيل
هي قافية في ١٥٣ بيت، أرسلها إلى المستشرق مرجوليوت مع مقدمة نثرية قلقة الأسجاع، قصيدة يرجع عهدها فيما أفترض إلى أيام حرب البلقان، فهي إذاً من غرر شعره القديم. وليس من العدل أن نجاري الأستاذ المازني في القول بأن شاعرية شوقي لم تتفتح إلا بعد المنفى، فأنا أرى أن قصيدة (الأندلس الجديدة) التي قالها بمناسبة سقوط أدرنة في سنة ١٩١٢ لا تقل جودة عن أبرع ما جاد به خاطره في النفي وبعد النفي. . . والحق أن شوقي نضج في وقت مبكر، فقصيدته التي قالها في المؤتمر الشرقي بمدينة جنيف سنة ١٨٩٤ تعد من القصائد الجياد، وهي الباكورة التي بشرت بأن سيكون له مقام بين شعراء القصص التاريخي
ونرجع إلى قصيدة النيل فنقول:
أراد شوقي بهذه القصيدة تمجيد العنصرية المصرية ممثلة في النيل السعيد، وقد رحب الشاعر بالألفاظ الجارية على ألسنة الفلاحين في أعمال السقي والغرس والحصاد. وطاف به الخيال حول عهود التاريخ، فشرح ما مر بهذه البلاد من عقائد وديانات، شرحها برفق، لأنه لم يرد النقد وإنما أراد التسجيل. ولو شئت لقلت إنه اعتذر عن ظلم الفراعين، فقد عد إرهاقهم للشعب في بناء الهياكل باباً من المجد المرموق
هي من بناء الظُّلم إلا أنهُ ... يبيضُّ وجه الظلم منه ويشرق
لم يرهق الأممَ الملوكُ بمثلها ... مجداً لهم يبقى وذِكراً يَعبَقُ