للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لاقيت أعراساً ولاقت مأتماً ... كالشيخ ينعم بالفتاة وتزهق

إلى آخر ما قال في هذا المعنى الدقيق. وقد اعتذر عن أسطورة (أبيس) فجعلها نوعاً من الوفاء للدين:

قومٌ وقارُ الدين في أخلاقهم ... والشعب ما يعتاد أو يتخَلقُ

ولم يفت الشاعر أن يسجل في أبيات كريمة أن مصر التي كانت موئلا للديانة الفرعونية هي مصر التي آوت الديانة الموسوية والديانة العيسوية والديانة المحمدية، ولم يفته أيضاً أن ينص على عدالة عمرو بن العاص الذي ضرب ابنه بالسوط حين سمع إنه أهان أحد الأقباط، وقال في ذلك كلمته التاريخية: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)

ثم ماذا؟

ثم يختم شوقي قصيدة النيل بأبيات تفسر معنى الوطنية، فالناس عنده يحبون الوطن لأنه مصدر سعادتهم، ولأنه المستقر الأمين لأبنائهم:

مما يحمِّلنا الهوى لك أفرُخٌ ... سنطير عنها وهي عندك ترزَقُ

تهفو إليهم في الترابِ قلوُبنا ... وتكاد فيه بغير عرقٍ تخفُق

تُرَجى لهم، والله جلَّ جلاله ... منا ومنك وبهم أبرُّ وأرفق

زكي مبارك

<<  <  ج:
ص:  >  >>