وتخرب وهم لا يستطيعون لها دفعاً إلا بقدر ما في أيديهم من قوة وصبر
في وسط هذا الوقت العصيب والليل المدلهم سطع في السماء نجم الظاهر، وظهرت على مسرح شرقنا شخصيته الجبارة فقال عنه المؤرخون في عصره (هو الأسد الضاري كان شهماً شجاعاً أقامه الله للناس لشدة احتياجهم إليه في هذا الوقت الشديد والأمر العسير)
ولقد قامت قيامة الدنيا، وكشر إله المعارك عن أنيابه، ولعب الرجال والأبطال أدوارهم ثم انتهت القوى الجامحة التي أثارتها الطبيعة فألقت قيادها إلى رجل قد اختارته العناية من مصر وهيأته بمصر، فما أن رأته العناصر الهائجة حتى خفتت لدى طلعته، ثم خبت فسلمت إليه طائعة مختارة
وأطلت شخصية الملك الظاهر على القرن السابع الهجري، فإذا هي تكشف ما حولها وتظهر واضحة براقة قوية وكأن إرادة الملايين التي تمثلت في إرادته وآمال الناس التي تحققت على يديه وأكبرت عمله قد تجمعت في بقعة واحدة وأخذت تنشد بصوت واحد في مواجهة عالم بأكمله: