للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

اتجاهه الذي نشهده الآن فصار لكل أديب أسلوبه الخاص الذي يعرف به.

ويلحظ القارئ في حديث عيسى بن هشام أن المويلحي لا يلجأ إلى تنميق العبارة والعناية بالأسلوب إلا إذا كان الحديث على لسان عيسى بن هشام أو الباشا؛ أما غيرهما من أشخاص الكتاب فيجري الحديث على ألسنتهم سهلاً لا أثر فيه للتنميق والتجميل. ولم يشذ عن هذه الطريقة إلا في الحوار، فهو يتوخى فيه السهولة ولو كان بين عيسى والباشا.

ونستطيع أن نلخص مميزات الأسلوب الفني في حديث عيسى بن هشام فيما يلي:

(أ) السجع ولم يظهر فيه التكلف إلا قليلاً لاقتدار المويلحي على تخير الألفاظ الملائمة

(ب) الاستشهاد بالشعر والتضمين في كثير من المناسبات، وقد أكثر من ذلك المويلحي وكان اختياره يدل على سعة اطلاعه وصفاء ذوقه

(جـ) الاقتباس من القرآن الكريم

(د) ومن المحسنات الكثيرة التي حسن بها كلامه الجناس وفي بعض ما أتي به مغالاة وإكثار ومن ذلك قوله: (وغيرها ترضع طفلين في حذاء وزوجها يضرب رأسها بالحذاء. وأخرى آخذة بضفيرة ضرتها ورضيعها يتلهف على ضرتها)

(هـ) وهو يأتي بالتورية في موضعها، ويعزب في بعض التعبيرات فتأتي عالية الأسلوب بين التعبيرات الأخرى السهلة

(و) يستعير خيال الشاعر في كثير من الأبواب وبخاصة في الوصف

وبعد فإن للكتاب نواحي كثيرة لا يتسع المقام لشرحها، ومن بينها النقد الأدبي في الكتاب والاتجاهات الأدبية التي يرمي إليها المؤلف، والإصلاح الاجتماعي الذي يبغيه. . . وهكذا. وعلى الطالب أن يستوعب كل هذا ويلم بأطرافه والله الموفق الهادي.

(الفيوم)

أحمد أبو بكر إبراهيم

<<  <  ج:
ص:  >  >>