اطمئنان تام. وكان لحريمها شباك بمصراعين قامت أمامه على قرب منه نخلة تعلو المنزل، فلاحظت أن الشجرة تقدم لعشيقها وسيلة للوصول إلى غرفتها والهرب منها وقت الخطر. وكان لها خادمة واحدة تعهدت بمساعدتها على تحقيق رغباتها. وفي اليوم السابق لأول زيارة لعشيقها أمرت خادمتها أن تخبر الزوج بما سيحدث في الليلة التالية. فعزم الزوج على مراقبة زوجه، وأخبرها أنه لن يعود إلى المنزل تلك الليلة، ثم اختبأ في غرفة سفلى. ولما جن الليل جاءته الخادمة تخبره بحضور الزائر إلى الحريم فصعد إلى أعلى ولكنه وجد باب الحريم مقفلاً. وعندما حاول فتحه صرخت زوجه، وحينئذ هرب عشيقها من الشباك عن طريق النخلة. واستغاثت الزوجة بجيرانها وأخبرتهم أن لصاً في دارها. ولم يلبث أن حضر كثيرون منهم فوجدوها قد أوصدت باب غرفتها على نفسها وزوجها في الخارج، فأخبروها أن ليس بالبيت غير زوجها وخادمتها، فقالت إن من يدعونه زوجها هو اللص لأن زوجها يبيت خارج المنزل. فأخبرهم الزوج حينئذ بما حدث وأكد أن رجلا معها، وكسر الباب وبحث في الغرفة ولكنه لم يجد أحداً. فلامه الجيران وشتمته زوجته لافترائه عليها. واصطحبت في اليوم التالي اثنين من جيرانها الذين حضروا على صراخها ليشهدا أن زوجها قذفها في عرضها واتهمته في المحكمة إنه رمى امرأة عفيفة دون رؤية أو شهود. فحكم عليه بثمانين جلدة تبعاً لشريعة (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة). وطلبت الزوجة بعد ذلك من زوجها أن يطلقها فرفض. وعاشا معاً ثلاثة أيام بعد هذا الحادث في سلام. وفي الليلة الثالثة دعت الزوجة عشيقها ليزورها وقيدت زوجها يديه ورجليه أثناء نومه وشدته إلى حشيته. وجاء عشيقها فأيقظ الزوج وهدده بالموت العاجل أن صاح. ومكث مع الزوجة ساعات في حضوره. ولما خرج المعتدي فكت الزوجة وثاق زوجها، فنادى الجيران وأخذ يضربها بقسوة وهي تستغيث. وحضر الجيران ورأوه هائجاً، فلم يشكوا في قولها أن الرجل مجنون. فخلصوها من قبضته وهم يحاولون تهدئته بالكلام اللطيف ويدعون الله أن يشفيه. وأسرعت الزوجة باستدعاء رسول القاضي وذهبت معه هي وزوجها وكثير من الجيران الذين شاهدوا الحادث إلى القاضي. وأجمع الجيران على أن الزوج مجنون فأمر القاضي بوجوب إرساله إلى المارستان. ولكن الزوجة تكلفت الشفقة والتمست السماح لها بتقييده في غرفة من