للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

غرف منزلها حتى يمكنها أن تخفف من آلامه بالاعتناء به. فوافق القاضي مثنياً على عطف المرأة وداعياً الله أن يكافئها. وحصلت الزوجة بعد ذلك على طرق من حديد وسلسلة من المارستان. وقيدت زوجها في حجرة سفلى من المنزل. وجعل عشيقها يزورها كل ليلة في حضور الزوج. ثم تلح عليه بعد ذلك ليطلقها بلا جدوى. وكان الجيران يحضرون يومياً للسؤال عنه. فيشكو لهم من امرأته ويتهمها فلا يجيبونه بغير قولهم: (شفاك الله! شفاك الله!) واستمر هكذا شهراً فلما تبين للزوجة إصراره على الرفض أرسلت في طلب حارس من المارستان لينقله إليه. والتف الجيران حوله عند خروجه من المنزل وصاح أحدهم: (لا حول ولا قوة إلا بالله! شفاك الله!) وقال آخر: (يا خسارة. . . كان رجلا فاضلا حقا!) وقال ثالث ملاحظاً: (حقاً. . . إن الباذنجان كثير الآن!. . .) وأخذت الزوجة تزور زوجها كل يوم في المارستان ملحة في طلب الطلاق وهو يرفض. فتقول له: (ستظل إذن مقيداً حتى تموت، وسيأتي عشيقي عندي على الدوام!) وأخيراً رضى الزوج بالطلاق بعد حبس سبعة أشهر. فأخرجته من المارستان ونفذ وعده. وكان عشيق الزوجة من طبقة دون طبقتها فلا يمكن أن يكون زوجاً لها فبقيت عزبة وظلت تستقبله متى تشاء. غير أن الخادمة كشفت عن حقيقة الأمر. ولم يلبث الحادث أن أصبح حديث الناس.

تتعرض الزانية إذا كانت زوجة لثري أو لذي منصب، كما يتعرض عشيقها، لأهوال عظيمة. وقد حدثا أخيراً أن انتهزت زوجة أحد ضباط الجيش الكبار فرصة غياب زوجها عن العاصمة، فدعت لزيارتها تاجراً مسيحياً اعتادت أن تشتري منه الحرائر. فذهب التاجر إلى منزلها في الوقت المعين فوجد عند الباب أحد الأغوات قاده إلى منزل آخر وجعله يتنكر في ملابس سيدة. ثم عاد به وأدخله على سيدته. وقضى التاجر الليل كله تقريباً في بيت المرأة، ثم نهض قبل أن تستيقظ وأخذ في جيبه كيس نقود كان قد أعطاه إياها. ونزل إلى الأغا ليقوده مرة أخرى إلى المنزل الذي تنكر فيه.

فاسترد ملابسه وقصد دكانه. ولم تلبث السيدة التي افتقدت الكيس أن ذهبت إليه واتهمته بأخذه. ثم أخبرته إنها لا تريد نقوداً ولكنها تبغي رفقته فقط. ورجته أن يعود إليها في الليلة التالية، فوعد بالحضور. غير أن إحدى خادمات السيدة حضرت إلى دكان التاجر عصراً وأخبرته أن سيدتها مزجت بعض السم في الماء لتقدمه إليه. ويقال أن المرأة كثيراً ما

<<  <  ج:
ص:  >  >>