كان مما قررته وزارة المعارف على طلاب الثقافة هذا العام رسالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في القضاء إلى أبي موسى الأشعري، وهذه الرسالة واردة في كتاب المنتخب للسنة الرابعة الثانوية وفيها قليل من التحريف، وعلى هذا الكتاب اعتمد المؤلفون الذين قاموا بشرح النصوص وطبعها ونشرها؛ ونحن نصحح هذه الأخطاء معتمدين في ذلك على كتاب رغبة الأمل من كتاب الكامل، للمرحوم إمام الأدب سيد بن علي المرصفي.
١ - ورد في أخر الرسالة (فما ظنك بثواب غير الله عز وجل في عاجل رزقه وخزائن رحمته) والصواب فما ظنك بثواب عند الله عز وجل. . . الخ، ولا وجه للنص محرفاً، وقوله في عاجل رزقه وخزائن رحمته وصف لثواب الله لا ثواب غيره
٢ - (وإياك والقلق والضجر) والصواب الغلق، لأن القلق والضجر بمعنى واحد، والغلق يؤدي معنى أكثر من القلق؛ إذ هو ضيق الصدر وقلة الصبر فهو سبب الضجر.
زكي غانم
دنية القاضي في العصر العباسي
أما بعد: فقد بعثت إليكم في ١٥ أيلول سنة ١٩٤٢ بمقال عنوانه (دنية القاضي في العصر العباسي). وقد جاء في المقال المذكور حاشية تحققت منها الآن أنها مغلوطة، فأبادر الآن لتصحيحها، إذ يعز عليّ أن أرى غلطاً فيما أحرره
قلت في نحو أواسط هذا المقال:(وللدنيّة أخبار طريفة كانت في أكثرها مدعاة للسخرية منها، والتمثيل بها. فقد روى أبو الفرج الأصفهاني حكاية قال فيها: (أخبرنا) محمد بن خلف وكيع قال: كان الخليجي القاضي، واسمه عبد الله (بن محمد) ابن أخت علوية المغني، وكان تياهاً صلفاً، فتقلد في خلافة الأمين قضاء الشرقية؛ فكان يجلس إلى اسطوانة من أساطين المسجد. . .) وذكرت في الحاشية أن الشرقية يقصد بها الجانب الشرقي من بغداد. والصواب: أن الشرقية على ما في معجم البلدان (٣: ٢٧٩؛ طبعة وستنفلد): (محلّة بالجانب الغربي من بغداد، وفيها مسجد الشرقية في شرقي باب النصر. قيل لها الشرقية لأنها شرقي مدينة المنصور لا لأنها في الجانب الشرقي)