يذكر كثير من المتحدثين عن الفضيلة والأخلاق المثل العربي القائل:(تجوع الحرة ولا تأكل بثديها) ولكنهم يخطئون في فهمه، إذ أنهم يفهمون منه أن المرأة الحرة يجب أن تتحمل الجوع ولا تتخذ عرضها وسيلة لدفعه، وهم لا يذكرونه إلا في موقف يفهم منه هذا المعنى. ولعلهم يظنون أن كلمة (ثدييها) يكنى بها في هذا المثل عن عرض المرأة؛ والحق غير ذلك، فأصل هذا المثل أن أغلب نساء العرب كن يرين قيام إحداهن بإرضاع غير أولادهن مقابل أجر - قل أو كثر - مما يشين المرأة العربية، فقالوا:(تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها) من أجل ذلك. بل كانت نساء بعض القبائل العربية كقريش لا يرضعن أولادهن، وكن يعددن ذلك عاراً، لأنه قد يدل على الفقر والفاقة، فكيف لهن إذن بإرضاع الأولاد الأجانب عنهن؟!
أحمد الشرباصي
حول اختلاف القراءات
قرأت ما كتبه الأستاذ محمد غسان حول اختلاف القراءات رداً على الأستاذ عبد المتعال الصعيدي، فوجدته قد اشتبه عليه رأي الأستاذ الكبير حتى ظنه ما يراه ابن المقسم من تجويز القراءة بما يحتمله الرسم وتظاهره العربية بدون نظر إلى الرواية. . . وشتان بين الرأيين، لأن رأي أستاذنا لا يراد منه تجويز قراءات لم ترد، وإنما يراد منه توجيه قراءات واردة بالتواتر أو الآحاد، ولا تدخل في باب اختلاف اللهجات بسبب جديد يرتاح إليه العقل، وتطمئن إليه النفس، ولا يبقى معه احتمال لما يزعم من نشوء ذلك من تصحيف. . . وهذا غرض يتفق مع ما أخذ به أستاذنا نفسه للدفاع عن الإسلام وأحكامه بما يتفق مع ذوق هذا العصر. وهو الطريق الذي سنه المصلحون من أئمة الدين قبله، فأفادوا الإسلام بآرائهم وأفكارهم إفادة جليلة سامية. فالأستاذ غسان لم يفهم كلمة أستاذنا كما فهمها الأستاذ عزت عرفة ولهذا جاء رده بعيداً عن الصواب