للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الرأي عنده أن أيدي اللصوص قد امتدت إليها في عهد (الأسرة العشرين) فكتبت في (الأفكار) أقول إني أرجح إنها سرقت في (القرن العشرين) ولم يفت مراسل (التيمس) أن يبرق إلى جريدته بهذا التلميح، فنشرته بدون تسويف، لتداعب به اللورد كارنارفون، وكانت النتيجة أن يمتنع المستر كارتر عن السماح للصحفيين بزيارة المقبرة، ولهذا الامتناع صدى في شعر شوقي سنشير إليه قبل ختام هذا الحديث.

لعنة الفراعنة

هنالك خرافة تقول بأن الفراعنة يلعنون من ينبش قبورهم بعد الموت. ولهذا الخرافة أصل، فقد وجد على كثير من القبور المصرية والكلدانية دعوات حرار على من ينبشون قبور الملوك. وفي القبور المصرية ما يسمى (الرصد) وهو تمثال يقام في مدخل القبر لتخويف اللصوص، وهو حقا مخيف، لأن القدماء كانوا يتوهمون إنه مزود بالروح وبالسلاح، وأنه يقتل من يدخل القبر بدون استئذان. وهل يستأذن اللصوص؟

فماذا صنعت لعنة الفراعنة باللورد كارنافون؟

أبرق إليه المستر كارتر فحضر على عجل ليشهد الكشف الجديد، وبعد أيام لسعته بعوضة وهو نائم في خيمة بجوار المقبرة فمات.

حقيقة أغرب من الخيال

كان اللورد كارنافون أهدى إلى بنت ملك الإنجليز عقدا من العقود القديمة، ففرحت به فرحاً عظيماً، وأثابت مهديه أجزل الثواب، فلما سمعت أن بعوضة لسعته فمات نزعت العقد من جيدها لئلا تلحقها لعنة الفراعين

وفي قصة البعوضة يقول شوقي:

صادت بقارعة (الصعيد) بعوضةٌ ... في الجوّ صائدَ بازه وعقابهِ

وأصاب خرطوم الذبابة صفحةً ... خُلقت لسيف الهند أو للذبابه

طارت بخافية القضاء ورأرأتْ ... بكريمتيه ولامستْ بلعابه

ثم يعلل شوقي تلك الحادثة تعليلا علمياً فيذكر إنها من نتائج الوهم الذي يضعف الأعصاب:

لا تسمعنْ لعصبة الأرواح ما ... قالوا بباطل علمهم وكذابهِ

<<  <  ج:
ص:  >  >>