للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

خصائص لم ترها عيناي حين زرتها قبل عشرين عاماً، ولعل شوقي لم يرها بعينه قبل نظم هذا القصيد، وإنما تمثل ما رآه في بعض المقابر الفرعونية فقال ما قال بلا تحفظ ولا احتراس

ثورة الجيل

في هذه النونية تحدث شوقي عن عصر توت عنخ آمون وعده عهد (الفرد اللعين) ليجوز له في قصيدة ثانية أن يقول إن الدستور جعل عصره دون عصر (فؤاد)

والقصيدة الثانية تحفة أدبية تخيل فيها الشاعر أن توت عنخ آمون:

سافرَ أربعينَ قرناً وعدَّها ... حتى أتى الدار فألفَي عندها

إنجلترا وجيشها ولُرْدها ... مسلولة الهنديِّ تحمي هندها

قامت على السودان تحمي سدَّها ... وركزت دون (القناة) بَندها

فقال والحسرةُ ما أشدَّها ... ليت جدار القبر ما تدهدها

وليت عيني لم تفارق رَقْدها ... قم نَبِّنِي يا بَنْتَئورُ ما دها

مصرُ فتاتي لم تُوقِّر جدها ... دقت وراء مضجعي جزْبندها

وخلطتْ ظباءها وأُسدها ... وسكب الساقي الطلا وبَدَّها

قد سحبتْ على جلالي بُردها ... ليت جلال الموت كان صدها

وهذا شعر يفسده الشرح، وهو أيضاً شعر لا يقوله غير شوقي إمام الصياغة الشعرية، وأصدق من تغنى بأمجاد النيل وفي هذه القصيدة نص شوقي على أن:

مصر الفتاة بلغت أشدَّها ... وأثبت الدم الزكيُّ رُشدها

فأرسلت دهاتها ولُدَّها ... في الغرب سدوا عنده مسدَّها

وبعثتْ للبرلمان جندها ... وحشدتْ للمهرجان حشدها

ثم أشار إلى معارضة المستر كارتر في زيارة المقبرة فقال يخاطب الفرعون:

لحدك ودَّتْه النجوم لحدها ... أريتنا الدنيا به وجدها

سلطانَها وعزها ورغدها ... وكيف يُعطَى المتقون خُلدها

أبوابك اللائى قصدنا قصدها ... كارترُ في وجه الوفود ردَّها

لولا جهودٌ لا نريد جحدها ... وحُرمةٌ من قربك استمدَّها

<<  <  ج:
ص:  >  >>