للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والى جانب هذه المجامع، كانت تقوم أبهاء الأدب وصالوناته. وقد كان لها اثر في نمو الأدب ونهضته وبعثه. واقدم بهو هو بهو اوتيل درامبويه (? وكان لصالونات باريس في القرن الثامن عشر أثر وصدى بعيد، وساعدت على انتشار ألوان طريفة من الآداب الأجنبية. كصالون مدام ديفاند، والآنسة دلسبيناس. . . وكان رجال هذه الأبهاء متأثرين بالأدب الإنجليزي. وفي ستوكهولم كانت سيدتان مركزين للأدب فتحا قصريهما لاهله، وهما: السيدة نوردينفلخت والسيدة لينوجرن ووفي لوندرة قام صالون الدوقة دمازاران في القرن السابع عشر، وصالون اللادي هولاند في القرن الثالث عشر. وكانت هذه الأبهاء وسيطة لنقل الأدب الأجنبي إلى إنجلترا، ومن إنجلترا إلى فرنسة.

وفي القرن التاسع عشر نجد في فرنسة صالون (مدام موهل و (مس ماري كلارك). على أن اعظم هذه الصالونات أثرا، صالون (مدام دستال) في قصر (كوبه) الذي فتح أبوابه من سنة ١٧٩٥ إلى سنة ١٨١١. وكان مهبطاً للعلماء ومزاراً للأدباء

وتبيان اثر هذه المجامع والأبهاء في نشر الآداب وإحيائها، بصورة أكثر تفصيلاً يحتاج إلى صفحات مطولات. غير أن من المقرر أنها كانت وسيلة إحياء وتلقيح وازدهار، وأنها كانت سبباً في تقدم ونمو وانتشار

هذه لمح عن مجامع الأدب الخاصة في الغرب، ذكرت ما كان له منها شان واثر كبير. وهناك مجامع وأبهاء اقل شأناً أغفلتها. وليت أدباءنا يعنون بنشر ما يعرفونه عن المجامع الأدبية الخاصة في مصر والشام والعراق، في العصر الحالي أو العصر الحاضر، في هذه المجلة. فإن في ذلك طرافة ومتعة وتسجيلاً لصفحة من صفحات تاريخ أدبنا الذي نكتبه اليوم.

(دمشق)

صلاح الدين المنجد

<<  <  ج:
ص:  >  >>