و١٥٤٣؛ ففي ذلك الوقت ظهر قائد حبشي مسلم يسمى أحمد بن إبراهيم، اشتهر ببسالته ومهارته الحربية، فبعد أن كان جندياً بسيطاً اصبح أميراً على هرر. وفي عام ١٥٢٧ هاجم بقية الولايات الحبشية واستولى عليها وأخضعها لسلطان المسلمين، وهرب الملك المسيحي (لبنا دنجل) واعتصم بالجبال، ولولا أنه استعان بالبرتغاليين الذين خفوا لمساعدته ما استطاعت المسيحية أن تعود ثانية إلى الحبشة. لكن هذا النفوذ الأوربي الذي استعانت به المسيحية في ذلك العصر عاد على الحبشة بأوخم العواقب؛ فمنذ النصف الثاني من القرن السادس عشر أخذت تعنى بعض الدول الأوربية بالحبشة وظهرت في عالم السياسة المسالة الحبشية التي كانت سبباً قوياً من أسباب انقسام أوربا إلى معسكرين عظيمين لن يحل السلام بلادهما إلا بعد أن تتقوض انظمة، ويعم الخراب، ويكثر الدمار. وبيان ذلك الاهتمام بالمسالة الحبشية أن أوربا منذ ذلك الحين أخذت تبعث الجمعيات التبشيرية إلى جانب بعض الرحالة والعلماء. وفي القرن السابع عشر اخذ المستشرقون الألمان يعنون بتاريخ الحبشة ولغتها. وفي القرن الثامن عشر نجد الرحالة والمستشرق الإنجليزي (بروس) يدخل الحبشة عن طريق مصر مكتشفاً منابع النيل. وفي عام ١٨٥٥ نجد أحد قطاع الطريق من الأحباش الذي كان راهباً هرب من الدير يشن الغارات على سائر الأمراء وينتزع السلطان من أيديهم ويكلف (أبونا) أن يتوجه (نجوس نجست ذَ إيتيوبيا) أي ملك ملوك إيتيوبيا وتسمى باسم (تيودور الثاني) واخذ يقوم بإصلاحات داخلية كبيرة، فألغى الرق وحرم تعدد الزوجات وضم إليه إقليم (شوا) واصبح ذلك الملك الذي كان في صباه فقيراً مشرداً والذي كان يسمى (كسا) والذي كانت أمه تبيع في أسواق (جندار) غنياً قوياً وحد الحبشة واخذ يخلق من شعبه أمة قوية مهيبة الجانب، فاصطدم ببعض الأجانب المقيمين في بلاده، فأرسلت إنجلترا عام ١٨٦٧ اللورد (نابيير) على رأس حملة تأديبية للحبشة استولت بدون كبير عناء على حصن (مجدلا)، ولما أيقن الملك بالهزيمة انتحر، فكان موته سبباً في تفكك الوحدة الحبشية أيام خلفه الملك (يوحنا الرابع) الذي توجه الإنجليز عام ١٨٧٢. وفي أيامه قام ابن والي إقليم (شوا) وطالب بإعادة إقليمه إليه فمنحه واصبح ملكاً عليه وتسمى باسم (منليك)، ومن حسن حظه أن يوحنا قتل في حربه مع الدراويش عام ١٨٨٩ فأعلن (منليك) نفسه ملك ملوك واخذ يعمل جهده لجمع صفوف أفراد شعبه فهاجمته إيطاليا فهزمها شر