الدار التي أهوى تضلني وتغلي عقلي بأوثق الأغلال
الدار التي أهوى تصنع بقلبي فوق ما تصنع النسائم العوابث بالسحائب والرمال
الدار التي أهوى حرمت أضواء المصابيح أكثر من شهرين، إلى معاد، أو إلى غير معاد، فما أدري ما تضمر الأقدار لمصاير ذلك الهوى النبيل، ولا أعرف متى نلتقي طائعين أو كارهين
كلَّ يومٍ لنا عتابٌ جديدٌ ... ينقضي دهرنا ونحنِ غضابُ
إن تلاقينا - ومتى التلاقي - فستكون لنا شؤون وشجون
إن عادت الدار إلى العهد الذي أعرف فساكون من الحجاج في العام المقبل، وسأنفق جميع أموالي على الفقراء والمساكين.
ثم ماذا؟
ثم أقص على الأستاذ الزيات هذا الحديث:
في صباح اليوم وأنا في طريقي إلى الواجب قرأت في إحدى الجرائد أن المحكمة الشرعية أعلنت أن شهر ذي الحجة يبتدئ بيوم الأربعاء، فعرفت أنني حرمت رؤية الهلال ثلاث ليال. ثم خف حزني حين تذكرت أن القمر غاب عن تلك الدار أكثر من شهرين
ما هذه اللجاجة في الحب؟
وما الطمع في كرم الزمان البخيل؟
ارجعوا إلى الدار، دار الهوى، قبل أن تسمعوا من نذير الأقدار ما لا تحبون
ارجعوا إلى دار الهوى في عيد القمر غير مأمورين
ارجعوا، فللدار التي شهدت مولد هوانا حقوق
ارجعوا، فالفضيحة في غرامي تكريم وتشريف، لأني قيثارة الغرام في الحان الخلود
عيد القمر آت بعد ليال، فهل أراكم في غرة تلك الليال؟
القمر يفي، فهل تفون؟
القمر يساير الفصول من شتاء وربيع وصيف وخريف، فهل تسايرون أحوالي من نزق وطيش وقرار وجمود؟
أنا أنا، فهل انتم انتم؟