لقد صبرت وصابرت لتشهد أحجار تلك الدار أن لها بقايا من الوفاء التي تدخره كرام القلوب
سينطق الحجر قبل أن تنطقوا، ولقد نطق فحياني ألوف المرات وانتم في غيابة العقوق
وماذا تنتظر مني تلك الأحجار؟
أنها ترجو مني ما أرجو منكم، ترجو سلاماً من عابر سبيل، وانتم هددتم وتوعدتم بأن لا لقاء في غير الفضاء
عودوا إلى الدار، دار الهوى، عودوا إليها سالمين غانمين، فأني اعد لكم قتالاً الطف وارفق من السلام
عودوا إلى الدار في عيد القمر، وهو آت بعد ليال
عودوا إلي فما قلبي بمصطبر ... على نواكم ولا في العمر متسعُ
إن متُّ قبل لقاكم أو فقدتكمُ ... قبل الممات فحظي عاثرٌ ظَلِعُ
أنا في انتظار القمر بعيد القمر، فهل يعود مع العيد؟ وهل اشهد كلف جبينه وهو غضبان؟
عودوا إلى الدار لا إلي، فقد كادت أحجارها تذوب من نار الاشتياق
يا غاضبين علينا كيف حالكمُ ... وكيف دارٌ بها للروح مرتَبَعُ
دارٌ جَلَوْنا بها حيناً سرائرنا ... كأن أيامها في صَفْوها جُمَعُ
لمُ يغدق الله فضلاً فاق نعمتهُ ... بوصل روحي بكم والشمل مجتمعُ
أما بعد فما رأي صديقي الزيات في هذا الحديث؟ وهل يراني في ضلال وأنا أناجيه بما لا يريد بعد أن هجر صديقه لامرتين؟
حال العين حال القلب، وللعيون والقلوب أحوال
وقد أشار طبيبي بنظارة تمنع التشرد من أضواء عيني، فمتى يشير طبيبي بنظارة تمنع التشرد من أضواء قلبي؟
لن يكون لقلبي حدود. لن تكون تلك الحدود ولن تكون، وسيعجز الطب عن جمع الأشعة من أنوار القلوب
متى نلتقي يا دار هواي؟ متى؟
عيد القمر آتٍ بعد ليال، فهل نتقاتل بعد ليال؟