للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وجلست ابكي. ولما دخلت عليّ بعد غنائها قالت لي: (الست مللتني، وآثرت فراقي؟ فلم تبكي؟ بعد هذا علي!) فقلت لها: (إن فراق نفسي اسهل علي من فراقك، وإنما أردت أن أخلصك من هذا الشقاء!) قالت: (الست أنا راضية بهذا الشقاء؟) فاضطربت، وخرجت إليك يا مولاي لأخبرك أني عدلت عن البيع!)

واهتز الرشيد لطرافة الأحدوثة وحلاوة الكلام وقال: (إلا فليكن هكذا المتحابون. . .! فماذا حدث بعد ذلك يا جعفر؟)

قال: (تركتهما يبكيان، وأرسلت صاحب الشرطة ليبتاعها لي غصباً!) قال الرشيد: (ويحك! أهكذا تكون المروءة؟ كيف تفرق بينهما وتشتت شملهما؟ تعال يا غلام، قم يا حماد ثم يا جعفر، ردوا هذين المحبين إلى رغادة عيشهما وهناءة حبهما. اجمعوهما بالوئام، وأفرحوهما باللقاء والسلام، وانثروا هذه الآلاف الثلاثة من الدنانير أمامهما؛ فليس أثوب من جمع المتحابين! وإن شاءا فاحملوهما إلينا واخلطوهما بحاشيتنا، فانهما يستحقان معاشرة الملوك

(دمشق)

صلاح الدين المنجد

<<  <  ج:
ص:  >  >>