ياقوت إلى موضع جثة هرون فأمر بحملها إلى مضربه فحملت وأمر بتكفينه ودفنه. ودخل بغداد وبين يديه رأس هرون وعدة من قواده فأمر الراضي بنصب الرؤوس على باب العامة)
٨ - نصب الرؤوس على أسوار السجون ببغداد
(ا) رأس أبى يزيد خالد بن محمد الشعراني
ذكر قصته الطريفة عريب بن سعد القرطبي في مدار كلامه على أخبار بني العباس في سنة ٣٠٤هـ، فقال:(وفي المحرم من هذه السنة ورد كتاب صاحب البريد بكرمان يذكر أن خالد بن محمد الشعراني المعروف بابي يزيد؛ وكان علي بن عيسى الوزير ولاه الخراج بكرمان وسجستان، خالف علي السلطان، ودعي أميراً وجمع الناس إلى نفسه. . . فكتب المقتدر إلى بدر الحمامي في إنفاذ جيش إليه ومعاجلته، فوجه إليه بدر قائداً من قواده يعرف بدرك، وكتب بدر قبل إنفاذ الجيش إلى أبى يزيد الشعراني يرغبه في الطاعة، ويتضمن له العافية مع الإنهاض في المنزلة وخوفه وبال المعصية فجاوبه أبو يزيد: والله ما اخافك، لاني فتحت المصحف فبدر إلي منه قول الله عز وجل (لا تخاف دركا ولا تخشى) ومع ذلك ففي طالعي كوكب بياني لابد أن يبلغني غاية ما أريد. فانفذ بدر الجيش إليه، وحوصر حتى اخذ أسيراً فقيلت فيه أشعار منها:
يَابَا يَزيد قاتل البُهتان ... لا تَغترر بالكوكب البَيْباني
واعلم بأن القتل غاية جاهلٍ ... باع الهدى بالغي والعصيانِ
قد كنت بالسلطان عَالي رتبةٍ ... من ذا الذي أغراك بالسلطانِ
ثم آتى الخبر بأن أبا يزيد هذا مات في طريقه، فحمل رأسه إلى مدينة السلام، ونصب على سور السجن الجديد)
(ب) رؤوس ثلاثة رجال من أصحاب الحلاج:
بعد مقتل الحلاج تفرق أصحابه أيدي سبا: فمنهم من ذهب إلى خراسان، ومنهم من بقي في العراق متوارياً عن الأنظار، بينا رجال الشرطة وأصحاب الأخبار لا يألون جهداً في البحث عنهم. فمن أخبارهم في سنة ٣١٢هـ أن نازوك، وكان يومذاك صاحب الشرطة