للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هو السلطان طغرلبك شاه بن أرسلان شاه بن طغر شاه ابن محمد بن ملكشاه بن ألب ارسلان بن داود بن ميكائيل ابن سلجوق السلجوقي آخر ملوك السلجوقية بالعراق كان سفاكاً للدماء وقد هابته الملوك. قتل وزيره رضي الدين الغزنوي وفخر الدين العلوي رئيس همذان. وكان مصرعه في سنة ٥٩٠هـ قال ابن كثير في حوادث هذه السنة: (وفيها ملك السلطان خوارزم شاه تكش - ويقال له ابن الاصباعي - بلاد الري وغيرها؛ واصطلح مع السلطان طغرلبك السلجوقي، وكان قد تسلم بلاد الري وسائر مملكة أخيه سلطان شاه وخزائنه، وعظم شانه. ثم التقى هو والسلطان طغرلبك في شهر ربيع الأول من هذه السنة، فقتل السلطان طغرلبك، وارسل رأسه إلى الخليفة فعلق على باب النوبة (كذا والصواب: النوبي) عدة أيام. . .)

٧ - نصب الرؤوس على باب العامة

(ا) رأس هرون بن غريب الخال، رؤوس جماعة من قواده

وهرون هذا هو ابن خال المقتدر بالله. كان ذا شان كبير في أيام المقتدر والقاهر، ولما بلغه خلع القاهر وتقليد الراضي الخلافة؛ وكان يقيم بالدينور - وهي قصبة أعمال ماه الكوفة - متقلداً أعمال المعاون بها، وبمسبذان ومهرجا نقذق وحلوان؛ رأى أنه أحق بالدولة من غيره لقرابته من الراضي، فغلظ ذلك على ابن مقلة الوزير، وعلى محمد بن ياقوت صاحب الشرطة، وعلى الحجرية والساجية والمؤنسية، فسار إلى بغداد حتى وافى خانقين فخاطبوا بأجمعهم الراضي؛ فقال: أنا كاره له فامنعوه من دخول الحضرة وحاربوه إن أحوج إلى ذلك

وهكذا اشتعلت الحرب بين هؤلاء، وبين هرون وأصحابه حتى كان فيها هلاكه. قال مسكويه في رواية مقتله: (ولم تزل الحرب غليظة إلى أن قارب انتصاف النهار، وركب هرون بن غريب مبادران وسار متفرداً عن أصحابه على شاطئ نهر بين يريد قنطرته لما بلغه أن ابن ياقوت قد عبر القنطرة، وقدر أنه يقتله أو يأسره، فتقطر به فرسه فسقط منه في ساقية، فلحقه يمن غلامه فضربه حتى أثخنه بالطبرزينات، ثم سل سيقه ليذبحه فقال له هرون: يا عبد السوء أنت تفعل هذا وتتولى بيدك قتلي أي شيء أذنبت به إليك؟ فقال له: نعم أنا افعل بك هذا وحز رأسه ورفعه وكبر فتبدد رجال هرون. . . وسار محمد بن

<<  <  ج:
ص:  >  >>