التي لا تمارس في تركيا فقضي بذلك على أكثر من خمسين صناعة يدوية في مصر
حرم الإسلام كما سبق أن بينت، استخدام التصوير والنحت في رسم الأحياء، غير أن بعض المسلمين المصريين يحاول رسم الرجال والأسود والجمال وغيرها من الحيوان والزهور والقوارب وذلك على الأخص لزخرفة واجهات الحوانيت وأبواب الحجاج كما يقولون، وإن كانت محاولاتهم هذه تفوقها رسوم صغار الأطفال عندنا. ولكن الدين الإسلامي يسر الصناعة خاصة باستلزامه أن يعرف كل امرئ فناً أو عملاً يمكنه وقت الضرورة من سد حاجته وإعالة من يتولى أمرهم والقيام بواجباته الدينية والأدبية. ويبرع المصريون على الأكثر في فن العمارة، فتجد اجمل نماذج العمارة العربية في العاصمة المصرية وضواحيها. وليست المساجد والأبنية العامة الأخرى وحدها هي التي تستحق الاعتبار لعظمتها وجمالها، ولكن الكثير من المساكن الخاصة أيضاً تثير الإعجاب ولاسيما هيئتها الداخلية وزخرفتها. على أن هذا الفن كأغلب الفنون الأخرى انحط كثيراً في السنوات الأخيرة؛ فقد اخذ المصريون عن الأتراك طرازاً جديداً ساذج الشكل بعضه شرقي وبعضه أوربي وفضلوه على العربي. وتنم الأبنية ذات الطراز القديم، أبوابها وسقوفها وبلاطها، التي سبق وصفها، عن ذوق فريد. وكذلك أكثر الصناعات المصرية تنم عن الذوق وإن كان الكثير منها ينقصه الإتقان. وكان الخراطون، وشغلهم الأول عمل الشبابيك، كثيري العدد، وكان عملهم حينذاك أكثر اتقاناً؛ أما الآن فقد قلت أعمالهم، لأن نوافذ المنازل الحديثة تصنع من الزجاج. ولا يظهر المصريون المحدثون في صناعة الزجاج التي اشتهروا بها قديماً مهارة كبيرة، فقد انحط عندهم فن الزجاج الملون؛ غير انهم لا يزالون موضع الإعجاب في صناعة النوافذ الزجاجية وإن لم يكن ذلك بقدر ما كان في السنوات الماضية قبل أن ينقص تفضيل الطرز الجديد من أعمالهم. والصناعة الخزفية في مصر غليظة، وهي تشمل عمل القلل والجرار لحفظ المياه وتبريدها. ويستحق المصريون الشهرة التي نالوها في مهارة أعدادهم السختيان. ويستعمل المصريون السعف وأوراق النخيل في صناعات مختلفة فيصنعون من السعف الأقفاص والكراسي والصناديق والسرر الخ. . . ومن الأوراق السلال والقفف والحصر والمكانس والمذبات، وغير ذلك من الآلات. ويفتلون من ألياف النخيل أكثر الحبال المصرية. ويصنعون احسن الحصر التي يستخدمونها صيفاَ