بدل البسط، من البردي. وقد فقدت مصر الشهرة الني نعمت بها قديماً في صناعة الكتان الرقيق؛ فالملابس الكتانية والقطنية والصوفية التي تغزل في هذا البلد غليظة الصنف حقيرته
اشتهر المصريون طويلاً في صناعة التفريخ. ويبدو أن هذه الصناعة كانت شائعة في مصر في سالف الأزمنة وإن وصفها الكتاب الأولون وصفاً غامضاً. وهم يطلقون في الوجه البحري على البناء الذي يتم فيه التفريخ (معمل الفراخ) وفي الصعيد (معمل الفروج). وفي الوجه البحري أكثر من مائة معمل، وفي الصعيد أكثر من نصف ذلك العدد. ويعين اغلب مراقبي هذه المعامل إن لم يكن جميعهم من الأقباط. وتفرض الحكومة على هذه المعامل ضريبة. ويبنى المعمل بالأجر أو اللبن ويتكون من أفراد ومواقد صغيرة للنار على صفين متوازيين يفصل بينهما دهليز معقود ضيق. ويبلغ حجم كل من الأفران تسع أقدام أو عشرا طولاً تقريباً، وثماني أقدام عرضاً، وخمسا أو ستا ارتفاعاً. ويعلو كلا منها موقد مقبولا يختلف عنها حجماً والأفضل أن يكون اقل ارتفاعاً. ويتصل الفرن بالدهليز بواسطة فتحة تسمح للإنسان بالدخول كما يتصل الموقد بفتحة مماثلة. وتتصل المواقد في الصف نفسه بعضها ببعض أيضاً لكل كوة في قبوه لمرور الدخان ولا تفتح إلا عرضاً. وكذلك الدهليز يوجد به عدد كوى كالسابقة في سقفه المعقود. ويوضع البيض في الأفران، فوق الحصر أو على القش عادة، على طبقات ثلاث يعلو بعضها بعضاً. ويحرقون السرقين (الجلة) في المواقد التي تعلو الأفران ثم يقفلون مدخل المعمل بأحكام. ويتقدم المعمل حجرتان أو ثلاث حجرات صغيرة للمراقب والوقود والفراخ الناقفة حديثاً. ويجري هذا المعمل شهرين أو ثلاثة في صيف كل عام. ويبدأ التفريخ مبكراً في الصعيد. ويشمل كل معمل بين اثني عشر وأربعة وعشرين فرناً، ويتلقى حوالي مائة وخمسين ألف بيضة في الموسم السنوي، يخيب منها ربعها أو ثلثها. ويورد الفلاح البيض فيفحصه المراقب ويناول الفلاح عادة مقابل كل بيضتين فرخة صغيرة. ويستعمل نصف الأفران في الأيام العشرة الأولى، وتوقد النار في المواقد العشرة التي تعلوها، ثم تطفأ في اليوم الحادي عشر. وتوقد المواقد الأخرى ويوضع البيض الطازج في اسفل الأفران. وفي اليوم التالي ينقل بعض البيض من الأفران السابقة ويوضع في رماد مواقدها. وتظل الحرارة أثناء العملية بين مائة ومائة وثلاث