وغريب قول الأفغاني (أما استقراؤه الشخصي أي الأب وطلبه من مخالفيه الآتيان بشاهد فلا يردان حجة، لأن المقيس لا يلزم له (يريد يلزمه) شاهد. يريد أن يقول إن عندنا قاعدة جميع شواهد اللغة شواذ منها
لكن مجمعنا اللغوي فهم ما لا يفهمه الكاتب ولا احسب الكاتب ينكر أن مجمعنا يحتج بكلامه. فقد جاء في الصفحة ٢٠٤ من الجزء الرابع من مجلته قوله:
القاعدة: فعلاء مؤنث افعل كحمراء تجمع باطراد على فعل قال ابن يعيش: (فأما فعل فهو جمع فعلاء صفة إذا كانت مؤنثة افعل نحو حمراء وحمر وصفراء وصفر جمعوه على فعل جمع ما لا زائد فيه الخ. . .
فكريات بيضاء ليست صحيحة، وهذا ما كلت ألسنتنا وحفيت أقلامنا لإفهام أدبائنا إياه
نجيب شاهين
شبهة في تاريخ وفاة ياقوت
من المعروف أن صاحب معجم الأدباء (ياقوت بن عبد الله الرومي) توفي عام ٦٢٦ من الهجرة. . وقد نص على هذا ابن خلكان في تاريخه؛ عندما ختم ترجمته لحياته بقوله: وتوفي يوم الأحد لعشرين من شهر رمضان سنة ست وعشرين وستمائة في الخان، بظاهر مدينة حلب
وعن ابن خلكان نقل ابن العماد صاحب (شذرات الذهب في أخبار من ذهب)، وجرى على هذا جميع أصحاب التراجم من المتأخرين. . .
ولكني وجدت ياقوتاً في معجمه (ج٢، ص ١٩٨، طبع دار المأمون) يتحدث عن الحسن بن أبي المعالي المعروف بابن الباقلاني النحوي. . . ثم يختم حديثه عنه بقوله:(لقيته ببغداد سنة سبع وثلاثين وستمائة، وكان آخر العهد به). ونفهم من هذا أن ياقوتاً كان يعيش في ذلك التاريخ، بل يمكن أن نستنبط من قوله (وكان آخر العهد به) أنه يشير إلى وفاة ابن الباقلاني، وحدوثها في تلك السنة. ويؤيد هذا ما أورده السيوطي في كتابة (بغية الوعاة في ذكر طبقات النحاة)؛ فقد نقل عن ابن النجار صاحب تاريخ بغداد أن وفاة الباقلاني كانت (يوم السبت الخامس والعشرين من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وستمائة)