ومشابهات مألوفة وروايات متواترة، ولا يقف أمامها من ناحية النفي إلا مجرد الإنكار أو سوء فهم الواقعيات والماديات
وقد وصلنا في زماننا بالماديات إلى حدود الروحيات، فانتقلنا بها من هذه الأجسام التي تلمس وتدرك بالحس إلى الذرات، ثم إلى الطاقة، ثم إلى الإشعاع الذي يدركه الفكر ولا تمسكه الحواس؛ فمن الحيطة أن نقل من الإنكار بعد أن أسرفنا فيه، وقد جاء زمان كان الإنكار فيه حسنا بعد إفراط الناس في الإثبات، فهل تدور الآن دورة من تلك الدورات الفكرية المعهودة فنسرف في القبول بعد إسرافنا في الإنكار؟
لا هذا ولا ذاك بالحسن المأمون، وإنما الحسن المأمون أن نأخذ بدليل ونرفض بدليل، وإن نعلم أن العجائب في الدنيا لا تنتهي فلا نغلق على أنفسنا بابها مختارين.