خطب. ورجاء الرسالة في الله أن يرزقها من الجلد ما تتماسك به على عرك هذه الشدائد. وحسبها من صدق الأماني أن تعيش حتى ترى الطريق قد استبصر، والسلام قد استقر، والأمر قد استقام. ويومئذ يتسع لها المجال فتشارك جاهدة مخلصة في رأب ما تصدع وتجديد ما تهدم
وإذا كانت للرسالة في مستهل هذا العام ما تغتبط به من فوز جهادها ونجاح دعوتها، فذلك توفيقها في معالجة الإصلاح الاجتماعي توفيقاً لمست أثره في منهاج وزارة الشؤون الاجتماعية في عهد وزيرها القائم بأمرها اليوم. فلقد آتاه الله حزم الحكماء وعزم المصلحين فطوى فؤاده الشهم على نية الإصلاح بالفعل لا بالقول، فرفع شأن العربية في دواوين الحكومة، ومهد السبل المؤدية إلى تنظيم الإحسان وجباية الزكاة ومحاربة الأمية ومطاردة الفقر على نحو يشبه ما نحته الرسالة في معالجة هذه الشؤون
وأمنية أخرى طالما تمنتها ورددتها الرسالة توشك أن تكون من مقاصد الحكم في هذا العهد: تلك الأمنية هي الاتحاد العربي على أي صورة يكون. وفي كلام الزعماء ومنطق الحوادث ما يعزز الرجاء في تحقيق هذا الأمل؛ وفي توفيق الله وجهاد الصادقين ما يحقق النفع المرجو من هذا العمل