للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال المنطاد الناري - حقاً أن من الأفضل لك أن تظل جافاً، هذا هو الأمر المهم.

أجاب السهم - مهم جداً بالنسبة إليك - أنا لا أشك في ذلك، أما أنا فسأبكي حين أشاء؛ وبالفعل تفجرت منه دموع حقيقة، جرت على عصاه كنقط المطر. فأغرقت خنفستين صغيرتين في اللحظة التي كانتا فيها تفكران في بناء بيت لهما وتفتشان عن بقعة جيدة جافة تعيشان فيها. قال الدولاب - يجب أن يكون ذا طبيعة خيالية حقيقية لأنه يبكي من دون أن يكون هنالك موجب للبكاء أصلا. . ثم صعد زفرة عميقة:

عندئذ طلع القمر أشبه شيء بدرع فضي عجيب؛ وأخذت النجوم تتلألأ؛ وأصوات الموسيقى تتعالى من القصر.

كان الأمير والأميرة يرأسان الرقص؛ ولقد بلغ من جمال رقصهما أن السوسن الأبيض الطويل أطل من النافذة يتفرج، والخشخاش الأحمر العظيم مد رأسه يمتع ناظريه ويتسلى.

ثم دقت الساعة العاشرة فالحادية عشرة، فالثانية عشرة، وعند منتصف الليل خرج كل شخص إلى الشرفة الواسعة ثم أرسل الملك في طلب صاحب الأسهم النارية الملكي.

قال الملك له - أطلق أسهمك النارية.

فانحنى الرجل إلى الأرض وسار إلى نهاية الحديقة وبرفقته ستة معاونين قد حمل كل منهم مشعلا مضيئا معلقا في رأس عمود طويل.

لقد كان استعراضا، بديعا موفقا فقد نجحت كل الأسهم إلا السهم الأعظم فقد كان مبتلا بالبكاء لدرجة أنه لم يتمكن من الانطلاق أبدا؛ كان خير ما فيه البارود، وهذا تشبع بالدموع حتى أصبح بلا فائدة.

قال السهم - يغلب على ظني أنهم احتفظوا بي لأمر خطير وبدا أكثر تعجرفا من قبل.

جاء العمال في اليوم الثاني ليعيدوا كل شيء إلى مكانه.

قال السهم - هؤلاء على ما يظهر - هم الوفد، وأني سأقابلهم بما يجب من العنجهية، وهكذا وضع أنفه في الهواء وقطب حاجبيه كأنما يفكر في أمور خطيرة؛ ولكنهم لم ينتبهوا إليه إلا في اللحظة التي هموا فيها بمغادرة المكان؛ عندئذ رآه أحدهم فصاح ياله من سهم رديء ورمى به إلى الخندق من أعلى الحائط.

قال وهو يتقلب في الهواء - سهم رديء سهم رديء! مستحيل. . سهم عظيم. هذا ما

<<  <  ج:
ص:  >  >>