وقد بقيت ليلة ستأتي بعد ليال، وهي ليلة العام الجديد، وأغلب الظن أني سأحرم نعيمها على نفسي، لأني نذرت التبتل بعد فراق من تلقيت عنهم وحي الروح في اللحظة التي تفصِل بين العام الذاهب والعام الوليد
ما جزعي على ما مضى من أيامي، ولم يعيش أحد كما عشت، ولا استجاب الوجود لنداء شاعر كما استجاب لندائي؟
ماذا صنع الدهر بهم؟ ماذا صنع؟
إن دنياي بعدهم وهمٌ في وهم، وخيالٌ في خيال، ولن أتذوق طيب الحياة إلا بعد أن يصفحوا عني
إن ذنبي عندهم أني صيرت حياتهم أفانين من الارتياع والانزعاج. . . فهل يجهلون ما صنعوا بحياتي؟ وهل يجهلون أن الجروح قصاص؟
قد كان لي قبلكم حبٌ وكنت فتى ... لظل سلطانهِ أهلُ الهوى تَبَعُ
فكيف أشقيتموني كيف لا رَضِيَتْ ... ولا أرتني الليالي كيف أرتدعُ
هبوا فؤادي سلا واجتاز محنتهُ ... فمن بسلوة قلب الصب ينتفع
يا غاضبين تعالَوْا تشهدوا كبداً ... رجاؤها في خيال البرء منقطع
هوًى تهاوت أمانيه فليس لهُ ... فيما تجود به الأوهامُ منتفَع
هوى خلقتم وأفنيتم، ولا عجبٌ ... بعض الأحباء في قتل الهوى صَنَعُ