ولست أذكر: أقال شوقي (يا حامل الآلام) أم (يا حامل الآثام) وكلا القولين واحد لأنه كُنى بالآلام على الصليب في اعتقاد المسيحيين عن آثامهم الموروثة عن آدم الأول. ويقول علماء المسيحية إن أشعياء تكلم عن المسيح بروح النبوة قبل مجيء المسيح بما يقرب من ألف سنة
بهذا الاتفاق في قول أشعياء وشوقي يبعد أن يكون توارد خواطر بينهما
وإذا تغنى لبناني بشعر شوقي فللسبب الذي يتغنى بشعر المتنبي اللبناني وشوقي، لا لجامعة جنسية أو دينية بين الثلاثة، بل بجامعة الأدب التي لا تميز بين الأديان والأوطان والتي من أجلها قدم امرؤ القيس النصراني على غيره من شعراء الجاهلية، وسوى بين الفرزدق وجرير المسلمين والأخطل النصراني في الدولة الأموية. وفتح لبنان أبوابه مرحباً بشوقي، وفتح أدباء مصر صدورهم لشبلي الملاط وللأخطل الصغير