قائل أنه أراد تخصيصه، وكثرة الجالية الإيطالية، تنزل ربوع الإسكندرية. والأمر في كلتا الحالين مثل في شرف الغاية، لأن مبعث التعميم عاطفة الإنسانية، ومبعث التخصيص عاطفة الوطنية.
كلام طرآني:
ذكرنا في معرض الكلام عن أسلوب الأستاذ محمد بك مسعود أنه (منذ توفر على محاكاة الأستاذ وحيد في تحقيق اللغة، ومباراة شيخ العروبة في تمحيص التاريخ، بدت على أسلوبه الصحيح أعراض الغرابة التي تلازم اللغويين، والاعتداد الذي يساور العلماء).
وهذا الكلام كما ترى نزيه القصد بريء الدلالة. ولكن الأستاذ وحيدا وريث العجَّاج، وخليفة الزجَّاج قد طوع لنفسه أن يرد عليه في الأهرام بهذا الرد فقال:
(جاء في مقال للأستاذ الكبير المفضال محمد مسعود هذا اللفظ (طرآني) فقال له كاتب في صحيفة أغربت في الكلام إغراب وحيد وشيخ العروبة (يعني برهان العلم والأدب أحمد زكي باشا)
(وأني أقول للكاتب رأى القارئون عدوته (بفتح العين وإسكان الدال) ليس الطرآني من غرائب الكلام. وكفى قولي له أنك تراه من بلاغة اللغة في كتاب الزمخشري (أساس البلاغة) الذي قيل فيه: ومن خصائص هذا الكتاب تخير ما وقع في عبارات المبدعين. قال الأمام الزمخشري في أساس البلاغة: رجل طرآني، وحمام طرآني، لا يدري من أين جاء، وكلام طرآني الخ.
(اجتزئ بقولي لكاتب (ذي عدوة) ما قاله الأعرابي: ليس هذا بغريب ولكنكم في الأدب غرباء)
ونحن نقول بدورنا للأستاذ الجليل: لقد أغربتم فلم نفهم، وأفصحنا فلم تفهموا، فإذا كنا في الأدب غرباء، فأنتم في اللغة أدعياء، أليس كذلك؟
وهذا أيضاً!
أخذ صديقنا الأستاذ أحمد أمين على بعض كتابنا أنهم إذا تناظروا تخاصموا، وإذا تناقشوا تشاتموا، ونسي أن يقول كذلك أنهم إذا نقدوا تلمسوا أسباباً للنقد تدل على سوء القصد،