وأحدث الأمثلة على ذلك أن الأستاذ (ع. ع) وهو أديب نابه لا يُتهم في علمه ولا في فهمه، قد كتب في البلاغ بمناسبة ضحى الإسلام يقول ما مؤداه: أن أدباءنا قد استمرءوا (مائدة العراق) فهم إذا كتبوا في الأدب كتبوا عن العراق، وإذا بحثوا في العلم بحثوا في العراق، ثم نعى على صاحب ضحى الإسلام أن يغفل مصر، وفيها أنشئ الأزهر، وإليها هاجر العلماء. ولو قرأ الأستاذ الكتاب لوجد فيه فصلا عن مدرسة الإسكندرية. بل لو قرأ المقدمة لوجد المؤلف يقول:(عنيت بضحى الإسلام المائة سنة الأولى للعصر العباسي) وفي هذه المائة سنة لم يكن أسس الأزهر ولا سقطت بغداد! ومن الغريب أن يقول الأستاذ للمؤلف: إن طول النظر مرض ذكرته الأطباء، وهو يعلم أن قصر النظر كطوله سواء بسواء!