والذين لا أريدهم ولا أرجوهم ولا أفتقد بعدهم يعودون فأذكر بهم من لا يعودون فهم لقلبي حرقة
والذين أجدهم وقد أرجوهم. . . أيها المصباح الأحمر. . . إنك في زعمي تحس وتعرف فلن أبوح إليك
ماذا أقول يا مصباحي الأحمر؟ هذا لونك البهيج فيه الحياة والدم والفتوة؛ وهذا هو الزمن يحبو إلى عام جديد، وهذا دفئك يلمس جبيني ويغمر وجهي وقرطاسي. . . أكاد أسمع وقع إشعاعك وأسمع لمس دفئك في سكون الليل وأنا أكتب
أكتب عن عزيزي لا لهما، ويا بعد ما أكتب وما كنت أكتب! وما كل طلٍ طل، أكتب على ضوئك أبكيهم لا أناديهم وهيهات. . .! ما مضى لن يعود
هذا عام جديد كنت سوالفه أكتب لهما بالأمل والنجوى عن مقبل الأيام
والآن كلما حل عام جديد كتب وقد أغلقت قلبي وأغمضت عن مقبل أيامي، أنطوي على سالف الذي كان
هذا ضوءك أيها المصباح وهذه غرفتي، غرفة باردة، طقسها بارد، ولكنها حارة الذكريات
كل شيء كما كان، لم يتغير سواي. هل تقول أيها المصباح إني ما تغيرت، بل تلاشيت وانتهيت؟ لعني أيها المصباح الأحمر!
لقد ذهب العزيزان فماذا أبقيا لقلبي؟ إنها الحسرات
وقد أحسست من قلبي أيها المصباح كيف كان قلبي يعرف السعادة، ويشعر بالحب، ويبتهج بالرجاء، ويرتقب الأمل، ويصبر على الأيام. أحسست من قلبي حبه الصارم العارم الفاتك قوياً كالإعصار، راسخاً كالجبل، ثابتاً كسواد هذا الليل، بهيجاً كصحبه أحسست من قلبي أيها المصباح الأحمر حبه عزيزية كيف كان، فاعرف الآن أيها المصباح كيف يحس هذا القلب ما أبقيا من الحسرات!