قال السهم - عود عتيق، مستحيل؟! عود من ذهب عود من ذهب، هذا أحسن أنواع المديح. .
قال الولد الآخر - دعنا نضعه في النار، أنه سيساعد على غليان القدر.
وهكذا كدسا الأعواد بعضها على بعض، ووضعا السهم في الذروة، وأشعلا النار.
صاح السهم - هذا بديع! إنهم يودون إطلاقي في وضح النهار لكي يراني كل إنسان.
قال الولدان - أنا نذهب لننام الآن، وحين نستيقظ تكون القدر قد غلت؛ واضطجعا على الحشيش وأغمضا عيونهما.
كان السهم مشبعاً بالماء، لذلك احتاج احتراقه إلى وقت طويل؛ وعلى كل حال فقد بلغته النار أخيراً.
صاح - الآن سأنطلق. . يقينا أني سأعلو على النجوم، سأعلو على القمر، سأعلو على الشمس، بمعنى أني سأعلو. . .
- ويز، ويز، ويز، وحلق في الهواء. . .
صاح: هذا مبهج! سأظل في هذا الصعود إلى الأبد؛ ياله من نجاح عظيم! ولكن لم يره أحد.
ثم أخذ يحس بشعور غريب يستولي عليه فصاح: الآن سأنفجر، وسأحرق الأخضر واليابس، وسأترك دويا يظل حديث الناس أعواما طوالا، وفعلاً أنفجر! بم! بم! بم؛ لقد خرج البارود، ولا شك في ذلك؛ ولكن لم يسمعه أحد، حتى ولا الوالدان الصغيران، لأنهما كانا يغطان في نومهما. وهكذا لم يبق منه إلا العصا، وهذه سقطت على ظهر إوزة خرجت تتنزه إلى جانب الخندق. عندئذٍ صاحت الإوزة - يا إلهي أن السماء تمطر عصيا؛ واندفعت نحو الماء.
لهث السهم - لقد علمت من قبل أنني خالق شعوراً عظيما!