للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالت البطة - أنا لا أهتم كثيرا بهذا؛ لأنني لا أجد فيه أدنى فائدة لأحد الآن؛ إذا كنت تستطيع أن تحرث الحقل كالثور؛ أو تجر عربة كالجواد؛ أو تحرس الأغنام كالكلب الإسكتلندي: هذا يمكن أن يكون شيئا!

فصاح السهم في غطرسة وتعجرف - أرى أنك تنتمين إلى طبقة وضيعة، شخص في مركزي لا يفيد أبدا: لنا أعمال معلومة، وهذا فوق الكفاية، أنا شخصيا لا أميل إلى نوع من الصناعات، خصوصا هذه التي نوهت لي بها، ساعة من ساعات تفكيري هي بالصناعات كلها.

قالت البطة - وهي بطبيعتها مسالمة، ولم تتورط في مجادلة أحد - حسناً. حسناً. لكل رأيه. أكبر ظني أنك ستقيم هنا، في هذا الخندق.

صاح السهم - أوه، كلا يا عزيزتي. لست أكثر من زائر، زائر ممتاز. حقاً لقد أضجرني هذا المكان حيث لا جمعية راقية ولا واحدة آمنة، على الأرجح أني سأعود إلى البلاط. .

قالت البطة - أني أفكر في دخول الحياة العامة يوماً ما. . وعليًّ الآن أن أذهب إلى البيت واعتني بعائلتي.

قال السهم - لقد خلقت للحياة العامة، وكذلك جميع أقربائي، نثير الاهتمام حيثما وجدنا! وعلى ذكر الحياة العائلية أقول إنها تهرم الإنسان بسرعة وقبل الأوان، وتصرف العقل من الأفكار السامية.

قالت البطة - آه. . الأفكار السامية: ما أنفسها، إنها تذكرني بما أشعر به من جوع، وسبحت إلى أسفل الغدير وهي تقول: كواك. . كواك. . كواك

زعق السهم - أرجعي. أرجعي. عندي أشياء كثيرة أريد أن أقولها لك ولكن البطة لم تصغ أليه: قال لنفسه: أنا مسرور لأنها ذهبت، لا ريب إنها صغيرة العقل جداً. ثم غاص في الوحل قليلاً أيضاً، وفي الوقت الذي أبتدأ يفكر فيه بوحدة العبقري ظهر فجأة ولدان صغيران يركضان نحو الشاطئ في قمصان بيض يحملان قدراً أو أعواداً.

قال السهم - هؤلاء يجب أن يكونوا الوفد. وعمل على أن يظهر بمظهر العظيم.

صاح أحد الولدين - تعال. أنظر إلى هذا العود العتيق أني لاستغرب ما لذي جاء به إلى هنا وأخرج السهم من الخندق

<<  <  ج:
ص:  >  >>