قال السهم - أنت جد مزعجة: وجد جاهلة، أني أمقت الذين يتحدثون عن أنفسهم - كما تفعلين - حين يود أحدهم أن يتحدث عن أحد الأشخاص - كما أفعل أنا - وهذا ما أسميه أنانية؛ والأنانية أمر لا يطاق: خصوصا على من كان في مزاجي، لأنني معروف بحسن العطف على الغير؛ كان عليك أن تعتبري بي؛ أنك لن تجدي أنموذجا أفضل مني؛ والآن وقد حصل لك شرف التعرف إلى، يجد بك أن تغتنمي الفرصة لأنني عائد إلى البلاط حالا؛ أنني محبوب جدا في البلاط؛ وقد اقترن الأمير والأميرة على شرفي؛ أنت طبعاً لا تفقهين شيئا من هذه الأمور لأنك قروية.
قال يعسوب كان جالسا على ورقة كبيرة سمراء من ورق البردي: لا فائدة من مخاطبتها؛ لا فائدة أبداً. . لأنها قد ذهبت. . أجاب السهم - حسنا، إن في ذهابها خسارة لها لا لي: أنا لا أقف عن محادثتها لمجرد إنها غير مصغية إليَّ. . أني أحب أن أسمع نفسي أتكلم دائماً. وهذا من أبهج المسرات عندي، كثيرا ما تراني أحدث نفسي أحاديث طويلة دون أن أفقه كلمة واحدة مما أقوله. وهذا دليل الذكاء المفرط. .!
قال اليعسوب - أذن تكون محاضرا في الفلسفة في مثل هذه الحال، ونشر جناحيه الجميلين الرقيقين وحلق في السماء.
قال السهم - إنها لسخافة منه إلا يمكث هنا؛ أنا أعتقد إنها فرصة ثمينة له قل أن يقع على مثلها؛ تفيده إضاءة في عقله؛ وعلى كل فهذا لا يهمني، من المؤكد أنه لا بد وأن يعرف الناس يوما ما قدر العبقري الذي يكون مثلي. وغاض قليلا في الوحل. .
وبعد قليل جاءت تتهادى إليه بطة كبيرة بيضاء، ذات سيقان صفراء، وأقدام غشائية.
قالت - كواك. كواك. كواك! أن لك شكلا غريبا. هل لي أن أسألك هل ولدت على هذا الشكل أو هو شكل طارئ؟
فأجاب السهم - من الواضح أنك أنفقت عمرك في الريف، وإلا لعرفت من أنا، وعلى كل فأنا أغفر لك جهلك، من الظلم أن تطلب من الغير أن يكون مثلك عظيما.
أنا لا أشك في أنك ستدهشين حين تعلمين بأني أستطيع أن أطير إلى السماء وأن أهبط الأرض في مظهر الغيث الذهبي.