وزميله محبة فعالة لأنها قامت على أساس شريف: أساس العلم. فكنت تراه يعين أيوباً على كل أموره. صغيرها وكبيرها. عامها وخاصها. كم اهتزت نفسي لنبل هذا الأستاذ الكريم إذ حدثني أصدقاء القاهرة أن البروفسير جوجيه لم يتخل عن أيوب أثناء مرضه ولا نسيه بل تردد عليه في كل حين وأعانه على تلقي الموت بروح مطمئنة
وأحس أيوب أن ضعف المؤلفات العلمية من أكبر أسباب انحطاط التعليم ببلادنا لاشك فيه، فأخذ نفسه بوضع مؤلفين أحدهما عن النظم اليونانية والآخر عن النظم الرومانية. ولقد افترقنا منذ أشهر، فلم أدر إلى أي مرحلة وصل في كتابيه، ولكنني على ثقة من أنه قد خطا بهما خطوات واسعة، لأن أيوبا كان عقلاً نشيطاً، وكان إذا قال نفذ وإذا وعد صدق. ترى ما مصير هذه الكتب؟! إن كاتب هذه الأسطر يعتبرها نعمة من الله أن يستطيع ترتيب المواد وإتمام التفاصيل وإيضاح الغامض والإشراف على نشر تلك الأبحاث القيمة التي خلفها رفيق صباه؛ وكلي أمل أن الجامعة والوزارة ستقدران قيمة هذه الأشياء فترصد المال اللازم لإذاعتها بين الناس
يجب أن ننشر رسالة الدكتوراه لأيوب، والجزء الذي ترجمه أيوب من هانوتو، ومذكرات أيوب ومقالاته. هذه كنوز. وقد ذاق أيوب المر في حياته، فهل لنا أن نكفر عن ذلك بالإحسان إلى ذكراه؟
أما حزني على هذا الصديق فأعز من أن يحتويه لفظ. اللهم ارحمه!
أيها الصديق الراحل! سنجاهد كما جاهدت حتى نلحق بك. سنظل كما عهدتنا جنداً في خدمة الروح. إلى اللقاء.