ننبذ نبذ النواة، ولو صحت روايتهم، أو وجهت توجيهاً حسناً، أو أُوْلت تأويلاً بديعاً، بل أبدع من رواية الأقدمين. والذي رويناه نحن نقلناه عن أصح كتاب رويت فيه أبيات أعشى باهلة، أي عن الديوان المروي عن أبي العباس ثعلب وشرحِهِ له، (المطبوع في مطبعة) دلف هلزهوسن في بيانه سنة ١٩٢٧ بعناية رودلف جير ص٢٦٦ وما يليها
وأما رواية الشيخ حمزة فتح الله فليست بشيء بالنسبة إلى قدم ثعلب وقد توفي سنة ٢٩٧ للهجرة، وأما الشيخ حمزة ففي سنة ١٣٣٦. فأين الثري من الثريا؟ وقد قيل في ثعلب إنه (كان راوية للشعر، مشهوراً بالحفظ، وصدق اللهجة، ثقةً حجة).
وأما الشيخ حمزة - رحمه الله - فما كان يعرف أن يوقع اسمه حينما كان مفتشاً بوزارة المعارف المصرية فقد كان يكتب (حمزة فتح الله مفتش أول اللغة العربية بنظارة المعارف العمومية) فكأن للعربية أولاً وأخراً، وكان هو مفتش أول اللغة تاركاً لغيره أن يكون مفتشاً لآخرها!
فإذا كان الشيخ حمزة فتح الله لا يحسن النطق بثلاث كلمات صغار فكيف نعتمد عليه وعلى روايته للشعر القديم؟ - فأين الطمطمانية من العربية المبينة؟ وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟
فانصفنا يا سيدي البشبيشي، ولا تحد عن الصراط المستقيم، ذباً عن الصديق الحميم
٩ - جمع أفعل وفعلاء على فعل
ليس لنا رأي خاص في جمع أفعل فعلاء على فُعل، وإنما نحن تابعون لرأي الفصحاء الصميم من الأئمة الأعلام. فقد قال سيبويه في كتابه (٢: ٢١١ من طبعة بولاق): (وأما أفعل، إذا كان صفة فإنه يكسر على فُعل، كما كسروا فعولاً على فُعل، لأن أفعل من الثلاثة وفيه زائدة، كما أن في فعول زيادة، وعدة حروفه كعدة حروف فعول، إلا أنهم لا يثقلون في أفعل في الجمع العين، إلا أن يضطر شاعر، وذلك: أحمر وحمر، وأخضر وخضر، وأبيض وبيض، وأسود وسود؛ وهو مما يكسر على فُعْلان. وذلك كحمران، وسودان، وبيضان، وشمطان، وأدمان
(والمؤنث من هذا يجمع على فُعل. وذلك: حمراء وحُمر، وصفراء وصفر. وأما الأصفر والأكبر فإنه يكسر على أفاعل. ألا ترى أنك لا تصف به كما تصف بأحمر ونحوه. لا