تقول رجل أصفر ولا رجل أكبر. سمعنا العرب تقول الأصاغر كما تقول: القشاعمة والمصيارفة حيث خرج على هذا المثال. فلما لم يتمكن هذا في الصفة كتمكن أحرم، أجرى مجرى أجدل وأفكل، كما قالوا: الأباطح والأساود، حيث استعمل استعمال الأسماء. وإن شئت قلت: الأصغرون والأكبرون. فاجتمع الواو والنون والتكسير ههنا، كما اجتمع هنا الفعل والفعلان. وقالوا الآخرون ولم يقولوا غيره كراهية أن يلتبس بجماع آخر؛ ولأنه خالف إخوانه في الصفة فلم يتمكن تمكنها؛ كما لم يصرف في النكرة. ونظير الأصغرين قوله تعالى: بالأخسرين أعمالاً) اهـ
وفي مختار الصحاح:(الأسود: العظيم من الحيات، وفيه سواد والجمع الأساود، لأنه اسم، ولو كان صفه لجمع على فُعُل) اهـ
وفي لسان العرب في مادة (ج ح م): (الأجحم: الشديد حمرة العينين مع سعتهما. والأنثى جحماء، من نسوة جحم وجحمي). قلنا: وهو الصواب بخلاف ما جاء في القاموس، إذ قال: الأجحم. . . وهي جحماء والجمع جُحم ككتب وسكرى) اهـ
وكلام آثمة البصريين والكوفيين من صرفيين ونحاة ولغويين مبنى كله على الآيات القرآنية. ففي سورة الملائكة ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود). ولم يقل بيضاء ولا حمراء ولا سوداء.
وفي سورة الإنسان:(عاليهم ثياب سندس خضر)
وفي سورة يوسف:(وسبع سنبلات خضر)
وفي سورة الرحمن:(متكئين على رفرف خضر وعبقريّ حسان)
وفي سورة الكهف:(ويلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق). ولم يقل مرة واحدة خضراء
والآيات كثيرة ولم ترد فعلاء مرة واحدة صفة لجمع، أيّاً كان
وأما ما قاله سيدي وأستاذي البشبيشي:(نستطيع أن نحكم بجواز استعمال الوصف بهما مفرداً قياساً على قولهم: إن الجمع بمعنى الجماعة، فيجوز وصفه بالمفرد: ولذلك شواهد لا تحصى. . .) ومن هذه الشواهد التي لا تحصى كنا نود أن نرى واحداً، لنرى أهي من باب أفعل فعلاء، أم من غيره - ثم إن هذا الباب الذي يذكره يسمى باب التخريج، وهو