باب واسع يلجه الحيوان الأكبر والأصغر من الهوام والحشرات وأنواع العجماوات. أما الحيوان فيعدل عنه ولا يلجه، نظراً إلى شرفه وإجلالاً لقدره، وإعزازاً لشرفه وحبه، وخشية أن يقال عنه:(ولج العاقل باباً لا يلجه إلا الحيوان الأعجم) أعاذنا الله من أن نكون منه!
١٠ - الأربعة الاستقصات لا الأربع
في جميع ما نكتب نتوخى الفصيح والأفصح من كلام السلف الصالح بقدر الطاقة. وأفصح كلام العرب يرى في الآيات القرآنية. وقد جاء في سورة النساء:(ولا تقولوا ثلثة) أي ثلاثة آلهة. ولم يقل ثلاثا
وفي سورة الطلاق:(فعدتهن ثلاثة أشهر
وفي سورة الكهف: (سيقولون ثلثة رابعهم كلبهم، ويقولون خمسة سادسهم كلبهم) إلى غيرها من الآيات وهي كثيرة لا حاجة لنا إلى ذكرها كلها فاجترأنا ما ذكر منها
وجميع ما ورد في تلك الآيات، مختوم بخاتم الإحكام المتقن، ومطبوع بطابع الصحة المنيعة، وفيه أقصى التحقيق والتدقيق إذ (لا نرى بينها عوجاً ولا أمْتا)، ولا يهمنا بعد الكلام خرفشة النحاة ولا حذلقة الصرفيين، إذ يسمع لها جعجعة ولا طِمن!
فالاستقص (بصاد مشددة في الآخر) والاصطقسّ بصاد وطاء وقاف وسين، مذكرة، ولا يقول الفصحاء والحذاق والبصراء من السلف إلا الاستقصات الأربعة لا الأربع. ونحن نتبع الآيات المحكمات وكتاب سيبويه وجماعة علماء البصرة والكوفة، وليتبع غيرنا ما شاء من المجوزين، والمخرجين، والمفسرين. وعلمه فوق كل ذي علم
١١ - الخلاصة
إننا نتبع الفصيح من كلام الناطقين بالضاد، ونترك الغير يتبع ما شاء من لغات العرب ولغيَّاتهم، أولئك الذين جاوروا الأعاجم فركت عبارتهم، وفسدت تراكيبهم وغمضت ألفاظهم وغلظت كلمتهم، فوقعوا في أوهام لا تعد
وهذا آخر ما نكتب في هذا الموضوع وقد أوصدنا بابه علينا، فلا نريد سماع ما يخالف أحكام اللغة المتينة ولا قواعدها المبنية، وإن فاض التنور وقامت القيامة، وكان اليوم