للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أينما سرت جدول عند كرم، ... عند زهر مدنَّرٍ، عند رند

ورجالي لو أنصفوهم لسادوا ... عن كهول ملء العيون ومُرْد

لو أصابوا لهم مجالاً لأبدوا ... معجزات الذكاء في كل قصد

إنهم كالظُّبا ألحّ عليها ... صدأ الدهر من ثواء وغمد

فإذا صَيْقل القضاء جلاها ... كن كالموت ما له من مردّ

أنا إن قدر الإله مماتي ... لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي

ما رماني رامٍ سليماً ... من قديمٍ عناية الله جُندي

كم بغَت دولةٌ عليّ وجارت ... ثم زالت وتلك عٌقبَي التعدي

وتلك قصيدة نفيسة أحب أن يلتفت إليها من يستعدون لمسابقة الأدب العربي، فقد يسألون عنها يوم الامتحان

في تلك القصيدة قال حافظ أبياتاً في تصوير الأخلاق التي ترفع الشعوب، وفيها أبياتٌ صوّر بها حافظ ما بيننا وبين الغرب من صلات، فقد أنبأنا أن مصر أوصت أبناءها فقالت:

إن في الغرب أعيناً راصداتٍ ... كحلتها الأطماع فيكم بسهد

فوقها مِجْهرٌ يريها خفايا ... كمْ ويطوى شعاعه كل بُعد

فاتقوها بجُنةٍ من وئامٍ ... غير رثّ العرا وسعيٍ وكدَ

وهذا القصيد موصول المعاني بالقصيدة الذي قال فيه:

- أبناؤنا وهمُ أحاديث الندى - ... ليسوا على أوطانهم بِشِحاح

صبروا على مُرّ الخطوب فأدركوا ... حُلو المُنَى معسولة الأقداح

شاكي سلاح الصبر ليس بأعزل ... يغزوه ربُّ عواملٍ وصِفاح

الصبر إن فكرت أعظم عُدةٍ ... والحق لو يدرون خير سلاح

وفي القصيدة السالف حدثنا حافظ أن الصبر هو عُدَّة من نطالبهم بالجلاء.

خُلُق الصبر وحده نصرَ القو ... مَ وأغنَى عن اختراع وعَدّ

شهدوا حومة الوغى بنفوسٍ ... صابراتٍ وأوجهٍ غير ربُد

فحما الصبرُ آيةَ العلم في الحر ... ب وأنحى على القويِّ الأشد

<<  <  ج:
ص:  >  >>